-منتخب كوت ديفوار منحوس بطبعه..فهذا الفريق الأفريقي الذي يضم خيرة المواهب السمراء في القارة تكرهه القرعة كما يكرهها، ففي 2006 أوقعته مع بطل سابق لكأس العالم -الأرجنتين- وبطل سابق لأمم اوروبا -هولندا- بنفس المجموعة وسبق له الوصول لنهائي كأس العالم مرتين..وهذا العام أوقعته القرعة بين مطرقة برازيل "أوروبا"-البرتغال وصيف اوروبا 2004 ورابع العالم 2006- وسندان " البرازيل ابن أم برازيل" .. وربما تلك المرة الاخيرة الذي ينال فيها عناصر هذا الجيل الفرصة للمشاركة في المونديال سوياً فأسماء كدروجبا وكولو توريه و زوكورا وإيبوي وقادر كيتا في مونديال 2014 سيكون الزمن قد أكل عليهم وشرب " وغسل يده و شرب الشاي أيضاً"..في الحقيقة لا يمكن لأي أحد إلا أن يتعاطف مع بكاء الأفيال الأخير..فهو فعلاً بكاء الفراق لهذا العرس المونديالي الذي لن يتكرر لقبيلة الأفيال تلك.
- فريق الخبير "أوسكار تاباريز " اوروجواي هو فريق لاتيني بالطبع لكنه يملك الخبث والذكاء الأوروبي..فرغم ما يملكه من عتاد هجومي وخيارات وحلول متعددة فهو فريق يعرف كيف يدافع وكيف يهاجم وظهره محمية من الخلف، لا يترك فرصة لأحد لكي يغدر به لذلك فهو من المنتخبات التي نحذر منها فهى تتسحب وتقترب في صمت بينما البروباجندا تذهب من نصيب منتخبات أخرى وتضع عليهم من الضغوط الأخير..وأسمحوا لي أن أقول أنني أرى منتخب لاتيني بثوب إيطالي..فحتى الألوان السماوية متشابهة لكن إيطاليا ليست محظومة برجل مثل تاباريز بل برجل رأسه من معدن عاند الجميع وأستمر في طريقه وتحكماته حتى ظهر الآتزوري في ثوب شيخ هرم لا يقدر حتى على القيام والتغلب على القطة النيوزلندية الضعيفة أو يخرجها من بيته.
_ أعذروني مجدداً أن أتطرق لمعلقي مباريات كأس العالم فقد لفت إنتباهي المعلق الإماراتي علي سعيد الكعبي وهو يضرب الأمثال في أخلاق وشرف الفريقين المكسيكي والأوروجوياني بأنهم احترموا شرف اللعبة ومبادئها ولعبوا على الفوز وليس التعادل..وهذا ما كفل لجنوب أفريقيا بالمحافظة على آماله، لكن غاب عن ذهن المعلق الكبير أن كلاً من أوروجواي والمكسيك كان في رؤوسهم الخوف والرغبة في الهروب من المارد الأرجنتيني الذي يحتل صدارة المجموعة الثانية، والفريق الذي كان سيتعثر في تلك المباراة كان سيواجهه وكان هو الفريق المكسيكي وهو ما يعني ربما خروج مبكر لأصحاب القبعات العريضة.. فأبناء اللاتين لم يلعبا تلك المباراة بكل قوة من أجل الحفاظ على العم مباديء أو الخال أخلاق ولا من أجل العيون السود لحسناوات جنوب أفريقيا، بل خوفاً من الحسناء الأرجنتينية المصابة بهوس كروي مُزمن..وإن كانت التحية واجبة للفريق الأسترالي ورجاله الذي دخل مباراته أمام صربيا بربع فرصة ولكنه لعب وأجاد وفاز ولولا الرباعية الأليمة التي كانت على حين غفلة أمام الألمان لوجدناهم في الدور الثاني.
- خرجت الفرق الأفريقية الواحدة تلو الأخرى من بطولة كأس العالم والحقيقة لقد أدهشنا الأفارقة بقدرتهم على إستخدام الفرديات وعدم التمرير للزميل أي كان " ربما لأن اللاعب الذي بحوزته الكرة هو صاحب الكرة"، وكيف أنه يمكنه أن يضيع هدف في مواجهة المرمى الخالي من أي شيء حتى من حارسه.. وبقدرتهم المدهشة والرائعة على الرقص وتقديم أعتى فنون الرقص وأحدثها للمشاهدين-والغريب أننا لا نشاهدها عندما يكون نفس اللاعب في لندن أو باريس- وكيف يخرج اللاعبين الأفارقة من المباراة ليفكروا بقضاء العطلة قبل العودة لأنديتهم لينالوا "الهَبرة" أو جبال النقود من فريقه الإنجليزي أو الفرنسي أو الأسباني، لا يمكنني أن أمنع نفسي من أن أخبركم بأنني أحس بأن اللاعب النيجيري أو الكاميروني مثلاً يأتي لكأس العالم من أجل رؤية أصدقائه فقط والقيام ببعض الرقصات التي يفتقدها منذ أيام طفولته..أو كمثلنا نحن العرب في أيام العيد عندما نضرب المشوار المتين ليس من أجل عمل أو مهمة خاصة بل من أجل لقاء الأهل وإعطاء العيدية والضحك قليلاً..فما أحلى الحميمية الأفريقية ..ودامت لهم!.
- أنتظر بشدة -وليس على أحر من الجمر، وذلك لأن الجو حر وساخن بما فيه الكفاية- مباريات دور الـ 16 بالمونديال وذلك للتصادم المتوقع بين القوى العظمى وبعضها - الأرجنتين والمكسيك وألمانيا وإنجلترا وربما إيطاليا وهولندا-والحوارات الأنيقة الغامضة بين المدربين، ولكنني أنتظرها أكثر لأنني بالتأكيد لن أسمع بعد ذلك انتقاد للفوفوزيلا بأنهاء سبب كل الكوارث البشرية ولن أسمع معلق يؤكد في بداية كل مباراة أنه لا يهم إذا خسر منتخبه أو تعادل أو فاز فالشعب كله سيخرج بعد المباراة للرقص والإحتفال مهما كانت النتيجة ولن أشاهد كاميرات المخرجين تتسلط على الحسناوات في المدرجات لأن هناك في الملعب ما هو أحلى لنا كمتابعين، والأهم من كل ذلك أن في دور المجموعات نرى مشاهد درامية سواء عند خروج أو مرور أحد الفرق للدور الذي يليه .. وأسمع الرجال على القهاوي وفي المنازل وفي الكافيهات بالعالم العربي متأثرين للغاية بالمشهد وبالفائز والخاسر وهم يقولون: ناس طيبين أوي!".