كانت مباراة اليابان والدنمارك بمثابة حكاية يابانية تستحق أن تروى، لقد كشفت اليابان ومن قبلها كوريا الجنوبية عن الوجه القوى لآسيا، فالفريقان الآسيويان صعدا بجدارة لدور ال16 ومن يدري فربما يذهبان إلى ما هو أبعد.
اليابان تحديداً التي فازت بالثلاثة على منتخب الدنمارك، المنتخب الأوروبي القوي، في موقعة فاصلة وحاسمة، أظهرت قدرات جماعية فائقة ومهارات فردية لاسيما من النجم الجديد هوندا الذي سجل الهدف الأول وصنع الثالث بمهارات شبيهة بمهارات ميسي.
واليابان حكاية آسيوية تروى لأنها بلغت الصدارة الآسيوية في زمن قياسي، ففي الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات لم يكن لها وجود ضمن المنتخبات الآسيوية القوية، فلم تكن متواجدة مثلاً ضمن الستة الكبار التي تنافست على البطاقة المونديالية في سنغافورة تلك التصفيات النهائية التي صعدت من خلالها الإمارات وكوريا الجنوبية إلى مونديال إيطاليا 90، ولم تكن ذات خطورة تذكر في نهائيات آسيا عام 92 بقطر، وأتذكر أن منتخبنا الوطني قابلها في بداية مبارياته وفاز عليها بهدف “عزوز” وأقصاها مبكراً من الدور الأول. بعد ذلك أغلقت اليابان أبوابها على نفسها وبدأت في تطبيق الاحتراف وتحملت بداياته القاسية حتى تشربته على مدار أكثر من 10 سنوات ثم خرجت بوجهها الجديد وأصبحت ضيفاً دائماً بالمونديال وصبرت وكسبت الخبرة تلو الخبرة حتى استطاعت أخيراً الفوز على منتخب أوروبي قوي وتأهلت لأول مرة خارج أراضيها إلى الدور الثاني من المونديال.
يبدو أنه من المناسب الآن أن أعيد ما ذكرته في ندوة جمعية الصحفيين قبل عدة أيام فربما يكون في ذلك فائدة لمن يهمه أمر عودة منتخبنا الوطني مرة أخرى إلى المونديال، باختصار شديد قلت إن هناك 5 أسباب صعدت بنا إلى المونديال في بداية التسعينيات وهي نفس الأسباب الخمسة التي تحول بيننا وبين تكرار التجربة الآن.
السبب الأول في صعودنا أننا كنا نمثل قمة الهواية التي كانت سائدة في آسيا في تلك الأيام، لكننا الآن لسنا في قمة الاحتراف التي طبقته آسيا الشرقية قبلنا بأكثر من 15 سنة على أقل تقدير. والسبب الثاني أننا كنا نحب المنتخب الوطني أكثر مما نحب الأندية، والآن نحب الأندية أكثر من المنتخب، والثالث أن القيادات والشيوخ كانوا أكثر التصاقاً وبصورة رسمية بالمنتخب أكثر مما هو حادث الآن، والرابع أننا كنا نملك نخبة متكاملة من اللاعبين الموهوبين في كل الخطوط، وهو الأمر النادر الحدوث الآن، والسبب الخامس يكمن في أننا كنا نستعين بأجهزة فنية لا جدل حول تميزها وقدراتها العالمية وهو الآخر أمر مفتقد الآن.
ذهب الطليان غير مأسوف عليهم، وذهب الفرنسيون غير مأسوف عليهم، وصعدت منتخبات جديدة تسر الناظرين أمثال اليابان وكوريا الجنوبية وسلوفاكيا وغانا، إنها خارطة الكرة العالمية التي بدأت الآن في التحول والتغير، ويا أيها القارة العجوز لا تفزعي إذا وجدتي الدور قبل النهائي ليس فيه سوى ممثل واحد لك، الدنيا تتغير.
آخر الكلام
أعجبني مقدم البرامج الأخضر بالريش في قناة الجزيرة الذي احترم المهنة وعقلية المشاهدين ولم يتحول مثل غيره إلى مجرد مشجع لمنتخب بلده الجزائر، بالريش تحدث عن الأسباب الحقيقية وراء خروج الجزائر ولم يشأ أن يخدع الناس بأشياء لم يشاهدوها كما فعل غيره، وقال: “كان بالإمكان أفضل مما كان وأرفض أن يعطيني أحداً دروساً في الوطنية فليس هناك من لا يحب بلاده”.
"نقلا عن صحيفة الإتحاد الإماراتية"
اليابان تحديداً التي فازت بالثلاثة على منتخب الدنمارك، المنتخب الأوروبي القوي، في موقعة فاصلة وحاسمة، أظهرت قدرات جماعية فائقة ومهارات فردية لاسيما من النجم الجديد هوندا الذي سجل الهدف الأول وصنع الثالث بمهارات شبيهة بمهارات ميسي.
واليابان حكاية آسيوية تروى لأنها بلغت الصدارة الآسيوية في زمن قياسي، ففي الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات لم يكن لها وجود ضمن المنتخبات الآسيوية القوية، فلم تكن متواجدة مثلاً ضمن الستة الكبار التي تنافست على البطاقة المونديالية في سنغافورة تلك التصفيات النهائية التي صعدت من خلالها الإمارات وكوريا الجنوبية إلى مونديال إيطاليا 90، ولم تكن ذات خطورة تذكر في نهائيات آسيا عام 92 بقطر، وأتذكر أن منتخبنا الوطني قابلها في بداية مبارياته وفاز عليها بهدف “عزوز” وأقصاها مبكراً من الدور الأول. بعد ذلك أغلقت اليابان أبوابها على نفسها وبدأت في تطبيق الاحتراف وتحملت بداياته القاسية حتى تشربته على مدار أكثر من 10 سنوات ثم خرجت بوجهها الجديد وأصبحت ضيفاً دائماً بالمونديال وصبرت وكسبت الخبرة تلو الخبرة حتى استطاعت أخيراً الفوز على منتخب أوروبي قوي وتأهلت لأول مرة خارج أراضيها إلى الدور الثاني من المونديال.
يبدو أنه من المناسب الآن أن أعيد ما ذكرته في ندوة جمعية الصحفيين قبل عدة أيام فربما يكون في ذلك فائدة لمن يهمه أمر عودة منتخبنا الوطني مرة أخرى إلى المونديال، باختصار شديد قلت إن هناك 5 أسباب صعدت بنا إلى المونديال في بداية التسعينيات وهي نفس الأسباب الخمسة التي تحول بيننا وبين تكرار التجربة الآن.
السبب الأول في صعودنا أننا كنا نمثل قمة الهواية التي كانت سائدة في آسيا في تلك الأيام، لكننا الآن لسنا في قمة الاحتراف التي طبقته آسيا الشرقية قبلنا بأكثر من 15 سنة على أقل تقدير. والسبب الثاني أننا كنا نحب المنتخب الوطني أكثر مما نحب الأندية، والآن نحب الأندية أكثر من المنتخب، والثالث أن القيادات والشيوخ كانوا أكثر التصاقاً وبصورة رسمية بالمنتخب أكثر مما هو حادث الآن، والرابع أننا كنا نملك نخبة متكاملة من اللاعبين الموهوبين في كل الخطوط، وهو الأمر النادر الحدوث الآن، والسبب الخامس يكمن في أننا كنا نستعين بأجهزة فنية لا جدل حول تميزها وقدراتها العالمية وهو الآخر أمر مفتقد الآن.
ذهب الطليان غير مأسوف عليهم، وذهب الفرنسيون غير مأسوف عليهم، وصعدت منتخبات جديدة تسر الناظرين أمثال اليابان وكوريا الجنوبية وسلوفاكيا وغانا، إنها خارطة الكرة العالمية التي بدأت الآن في التحول والتغير، ويا أيها القارة العجوز لا تفزعي إذا وجدتي الدور قبل النهائي ليس فيه سوى ممثل واحد لك، الدنيا تتغير.
آخر الكلام
أعجبني مقدم البرامج الأخضر بالريش في قناة الجزيرة الذي احترم المهنة وعقلية المشاهدين ولم يتحول مثل غيره إلى مجرد مشجع لمنتخب بلده الجزائر، بالريش تحدث عن الأسباب الحقيقية وراء خروج الجزائر ولم يشأ أن يخدع الناس بأشياء لم يشاهدوها كما فعل غيره، وقال: “كان بالإمكان أفضل مما كان وأرفض أن يعطيني أحداً دروساً في الوطنية فليس هناك من لا يحب بلاده”.
"نقلا عن صحيفة الإتحاد الإماراتية"