السيد البابلي
قضية جديدة تشغل الوسط الرياضي في مصر حاليا تتعلق بلاعب كرة القدم بالنادي الأهلي عماد متعب.
فاللاعب وافق على الانضمام لنادي ستاندرليج البلجيكي وهو النادي الذي يضم بين صفوفه اللاعب الإسرائيلي رامي جيرشون.
وشنت بعض الصحف المصرية هجومًا على عماد متعب لموافقته على اللعب لناد يضم لاعبًا إسرائيليًا واعتبرت ذلك نوعًا من التطبيع..!
وبلغت الغرابة مداها عندما سارع محام متخصص في قضايا الشهرة والإثارة إلى رفع دعوى قضائية أمام القضاء الإداري بمجلس الدولة مطالبًا بإسقاط الجنسية المصرية عن اللاعب عماد متعب..!
والصحافة الإسرائيلية اهتمت بالقضية وأبرزتها وتتابعها لكي ترصد من خلالها اتجاهات الرأي العام المصري ولكي تستفيد منها في الوقت المناسب..!
وبكل الوضوح والصراحة فإن إثارة القضية على هذا النحو في الإعلام الرياضي إنما هو نوع من القصور في الفهم والإدراك وعلامة أخرى على أن هناك بعض العناصر الغير مؤهلة إعلاميًا أو سياسيًا هي التي تدخل بنا في متاهات وقضايا لا فائدة منها ولا قيمة لها.
فأن يلعب عماد متعب أو أي لاعب مصري في أي فريق في العالم يضم بين صفوفه لاعبًا إسرائيليًا فإن ذلك لا يمكن أن يدخل في خانة التطبيع ولا أن يفسر على أنه خروج عن الإجماع الشعبي في رفض التعامل مع إسرائيل بسبب جرائمها المتعددة والمتكررة في حق الشعب الفلسطيني.
وإذا كنا سوف نطالب بسحب الجنسية عن لاعب كرة قدم لأنه قبل أن يلعب بجوار لاعب إسرائيلي، فإننا يجب أيضًا أن نسقط في هذه الحالة الجنسية عن كل طالب مصري يدرس في جامعة أوروبية أو أمريكية ويجلس بجواره طالب آخر من إسرائيل..!
كما أن لاعب كرة القدم المصري أحمد حسام الذي يلعب في الدوري الإنجليزي حاليًا موجود في فريق مدربه أيضًا من إسرائيل، فهل نسقط عنه كذلك الجنسية..!
وفي كل المحافل والمؤتمرات الدولية فإن الوفود المصرية تجد نفسها بجوار وفود إسرائيلية ومضطرة إلى التعامل والتحدث معها، فهل يدخل ذلك في نطاق التطبيع أيضًا..!
والقضية الأهم من كل ذلك هو عجزنا عن فهم معنى التطبيع ومعنى التواجد دوليًا..
فالتطبيع يعني التفاعل الثقافي والاجتماعي والرياضي مع إسرائيلي على مستوى المواطن العادي، وتقبل التعامل مع المواطن الإسرائيلي مثل أي مواطن أجنبي آخر، والتطبيع يعني قبول الفكر والوجدان الإسرائيلي وإقامة علاقات تعاون طبيعية معه، وهذا الأمر مرفوض شعبيًا على كل الاتجاهات والأطياف، وقبول ذلك مرفوض ومعلق إلى أن يتم إقرار السلام الشامل والعادل في المنطقة.
ولكن التواجد دوليًا هو أمر مختلف تمامًا، ولا يجب أن نترك مناسبة أو موقعًا أو مؤتمرًا ونبتعد عنه لمجرد وجود مشاركة إسرائيلية، لأننا بذلك نخلي الساحة تمامًا لهم، ونجعل صوتهم هو الأعلى ومكانتهم هي الأفضل وتواجدهم هو الأكثر..!
إننا أصحاب حق وقضية، وصاحب الحق لا يجب أن يتوارى وأن يبتعد وأن يعتقد أن قضيته العادلة واضحة للجميع لا تحتاج لتواجده، فالحقيقة هي أننا قد اعتقدنا ذلك عقودًا طويلة من الزمان واكتشفنا متأخرًا أننا كنا نخاطب أنفسنا وشعوبنا فقط بينما كانت الساحة العالمية لهم وحدهم وهم الذين كسبوا كل الجوالات وكل اللقاءات..!
فيلعب عماد متعب أو غيره في أي ناد، وليس مهمًا من سيلعب بجواره، المهم أن يتذكر دائمًا أنه لا يمثل نفسه فقط وإنما يمثل بلاده التي عليها أن تساند وتدعم كل أبنائها الذين عليهم عبء ومسئولية تشريفها في الخارج.
نقلا عن "المصريون"
قضية جديدة تشغل الوسط الرياضي في مصر حاليا تتعلق بلاعب كرة القدم بالنادي الأهلي عماد متعب.
فاللاعب وافق على الانضمام لنادي ستاندرليج البلجيكي وهو النادي الذي يضم بين صفوفه اللاعب الإسرائيلي رامي جيرشون.
وشنت بعض الصحف المصرية هجومًا على عماد متعب لموافقته على اللعب لناد يضم لاعبًا إسرائيليًا واعتبرت ذلك نوعًا من التطبيع..!
وبلغت الغرابة مداها عندما سارع محام متخصص في قضايا الشهرة والإثارة إلى رفع دعوى قضائية أمام القضاء الإداري بمجلس الدولة مطالبًا بإسقاط الجنسية المصرية عن اللاعب عماد متعب..!
والصحافة الإسرائيلية اهتمت بالقضية وأبرزتها وتتابعها لكي ترصد من خلالها اتجاهات الرأي العام المصري ولكي تستفيد منها في الوقت المناسب..!
وبكل الوضوح والصراحة فإن إثارة القضية على هذا النحو في الإعلام الرياضي إنما هو نوع من القصور في الفهم والإدراك وعلامة أخرى على أن هناك بعض العناصر الغير مؤهلة إعلاميًا أو سياسيًا هي التي تدخل بنا في متاهات وقضايا لا فائدة منها ولا قيمة لها.
فأن يلعب عماد متعب أو أي لاعب مصري في أي فريق في العالم يضم بين صفوفه لاعبًا إسرائيليًا فإن ذلك لا يمكن أن يدخل في خانة التطبيع ولا أن يفسر على أنه خروج عن الإجماع الشعبي في رفض التعامل مع إسرائيل بسبب جرائمها المتعددة والمتكررة في حق الشعب الفلسطيني.
وإذا كنا سوف نطالب بسحب الجنسية عن لاعب كرة قدم لأنه قبل أن يلعب بجوار لاعب إسرائيلي، فإننا يجب أيضًا أن نسقط في هذه الحالة الجنسية عن كل طالب مصري يدرس في جامعة أوروبية أو أمريكية ويجلس بجواره طالب آخر من إسرائيل..!
كما أن لاعب كرة القدم المصري أحمد حسام الذي يلعب في الدوري الإنجليزي حاليًا موجود في فريق مدربه أيضًا من إسرائيل، فهل نسقط عنه كذلك الجنسية..!
وفي كل المحافل والمؤتمرات الدولية فإن الوفود المصرية تجد نفسها بجوار وفود إسرائيلية ومضطرة إلى التعامل والتحدث معها، فهل يدخل ذلك في نطاق التطبيع أيضًا..!
والقضية الأهم من كل ذلك هو عجزنا عن فهم معنى التطبيع ومعنى التواجد دوليًا..
فالتطبيع يعني التفاعل الثقافي والاجتماعي والرياضي مع إسرائيلي على مستوى المواطن العادي، وتقبل التعامل مع المواطن الإسرائيلي مثل أي مواطن أجنبي آخر، والتطبيع يعني قبول الفكر والوجدان الإسرائيلي وإقامة علاقات تعاون طبيعية معه، وهذا الأمر مرفوض شعبيًا على كل الاتجاهات والأطياف، وقبول ذلك مرفوض ومعلق إلى أن يتم إقرار السلام الشامل والعادل في المنطقة.
ولكن التواجد دوليًا هو أمر مختلف تمامًا، ولا يجب أن نترك مناسبة أو موقعًا أو مؤتمرًا ونبتعد عنه لمجرد وجود مشاركة إسرائيلية، لأننا بذلك نخلي الساحة تمامًا لهم، ونجعل صوتهم هو الأعلى ومكانتهم هي الأفضل وتواجدهم هو الأكثر..!
إننا أصحاب حق وقضية، وصاحب الحق لا يجب أن يتوارى وأن يبتعد وأن يعتقد أن قضيته العادلة واضحة للجميع لا تحتاج لتواجده، فالحقيقة هي أننا قد اعتقدنا ذلك عقودًا طويلة من الزمان واكتشفنا متأخرًا أننا كنا نخاطب أنفسنا وشعوبنا فقط بينما كانت الساحة العالمية لهم وحدهم وهم الذين كسبوا كل الجوالات وكل اللقاءات..!
فيلعب عماد متعب أو غيره في أي ناد، وليس مهمًا من سيلعب بجواره، المهم أن يتذكر دائمًا أنه لا يمثل نفسه فقط وإنما يمثل بلاده التي عليها أن تساند وتدعم كل أبنائها الذين عليهم عبء ومسئولية تشريفها في الخارج.
نقلا عن "المصريون"