سمؤل السدرة
بقلم : جاسم عيسى القرطوبي
فرغ الساعة من صلاة العشاء وقطع من المسجد إلى بيته طريقا شبه مهجور ٍ ؛ لم يكن ليسلكه لولا أنْ غمرت الطمأنينةُ فجأة ًقلبَه وأحسَّ لها مذاقا إيمانيّا لو استمر فقد يصيِّرُهُ نبيَّا . أخرج سبحة ً نسيها في بنطاله عندما كان يسبح بها قبل الصلاة ، خرزاتها تزيدُ عن سنه السابعة والعشرين بست خرزات فقط . شعر بأنَّ الشارع يسبح لتسبيحه وتـُهلل معه الصمُّ الجلاميدُ فأسكره كلُّ ذلك ، وكاد يختفي عن نفسه حتى قطعت روحانيته حركة ٌ مريبة ٌ رأى لها سوادا مهيبا . يا إلهي ما هذا ؟ إنها فتاة ٌ ؟ عمرُها الربيع ، عيناها غابتان من نخيل وقتَ السحر ، وشعرُها كالأشجار وقد بللها المطر ، ووجهها كالقمر بل هو القمرُ إذا بزغ فهمت معنى هذا ربي ، وإذا أفلَ قلت لا أُحِبُّ الآفلين ، وصدَّقَ من انعكاس صورته في صفحة ِ جبينِها ما تردد على ألسنة أصحابه أن وجهه من الملاحة ِ يقطرُ.
ولكن ما أجلسها هنا ؟ ! حملقَ فيها كثيرا إلى أنْ لم يرَ أين سقطت سبحته ، تنفس الصعداء . سألها : من أنت ِ ؟ أإنسية ٌ أم جنيّة ٌ ؟!
جرّت رداءها نافرة ً منه ، (هو) يغض بصرَه مستغفرا استغفر الله ،استغفر الله العظيم.ويتساءل في داخله : أيُّ ريح ٍ ألقت بسفينتها على شواطئ خشوعي ؟ . شذاها كالمغناطيس جذبه بقوة ٍ ، تبعها في الزقاق والمنحدرات والأودية ، ساعتها ، لو ركبت صاروخا إلى من تستعيرُ الجمالَ من خدودها النجوم ِ لاتخذ دخان ذلك الصاروخ ِ معراجا له وتسلق إليها حيثُ هِيَ . الخواطر تخنق صدره فحينا تقول له : إنها تريدك ولكنها تتدلعُ فاتبعها ؛ فيسرع بخطواته وراءها ، وتوسوس له فينة ً أخرى قائلة لهً : بل إنها جنيّة ٌ أو مقلبٌ هيئ لك ؛ َفيبطئ ُ السيرَ شيئا فشيئا . آه ماذا أفعل أو ماذا سأفعل ؟ ولكنْ لم يفزْ بالأمل ِ إلا مَنْ هو جسور فيحث خطاهُ كالهِـزبر لمَنْ يحاصره . (هي) تلاحظ ُ ذلك فتلتفت إليه فيقف وقفة َ الجنديِّ في ميدانه ، ترميه بسهام من صمت ٍ تصيب أنفاسه المتلعثمة كحرارة النهار . والآن ماذا أقول لها ؟ كيف أكسر جدار الصمت ؟ .
يبحثُ في أبجدية الحروف ليتكلم استجمع قوتَه كلها بما فيها الاحتياطية َ ، أراد أن يتكلم ,سأتكلم الآن ، نعم سأتكلم ، لا لا لن أتكلم ، بل سأتكلم وقبل أن يتكلم كلمت يداها الطويلتان باب منزل قريب . خرجت منه خمسُ فتيات وأكملن معها المشوار بينما ظل يتبعهن خفية ً إلى أنْ انتهى السيرُ بهن إلى منزل ٍ أعلنت الزينة ُ بأنَّ الليلة َ عرسٌ . عرسُ مَنْ . لا آبه ُ بذلك يجبُ عليَّ أنْ أدخلَ المنزل ولو اقتحاما ، يجب أن أراها عن كثب ، يجبُّ أن اعرف قصة وقوفها هناك ، يجب أن آخذ رقم هاتفها ؛ بل يجب أن أقبلها وأضع رأسها على صدري وألعب كالريح بخصلات شعرها. قفلَ كالطيف إلى بيته يسابق الأنفاس، دخل دارَه ، لم يسلم ْ على أمِّهِ التي كانت تنتظره ليشتري لها بعضَ الخبز للعشاء كما وعدها ، ولم يسمعها وهي تناديه بلطف تارة ً وتتوعده تارة أخرى ولم يصغ ِ لبكاء أخوته الستة الذين لم يستطيعوا النوم بسبب الجوع بل ولم يرها وهي تعترضُ طريقه أثناءَ خروجه من غرفة ِ أختِهِ بلفافة ٍ ضخمة ٍ ولم تتعود منه أن يحمل القمامة للمكان المخصص لها ، وظلت تنظر إليه إلى أن اختفى عنْ مرمى نظرها . سدرة ٌ تظللُ ذلك البيت الراقص ابتهاجا بالعرس ِ هو محل وقوفه يخلع تحت وارفها ثيابه ليلبس الثياب النسائية ، ( الشيلة ) - كليلته - حمراء ، والفستان – كأحلامه - وردي ، والعباءة – كقلوب عذاله - سوداء . تجشأ حمد الله ، اتجه للبيت وخفقان قلبه هو الذي قرع البابَ إلى أن فتح له . دخل سامدا فلم يكنْ يحلم أنه سيدخل على بيت فيه امرأة أبدا حتى وإن كانت تسمى زوجته ، وها هو الآن يدخل على ثلة ٍ من النساء عددهن كنصيب المؤمن في الجنة من الحور . جال ببصره في الحضور استقبلته شغالة ٌ: مرهبا ( مرحبا ) أنتي هرمة يعرف مشان ماما عروس أو مشان ماما هريس ( هل أنت ِ امرأة ٌ من معارف أمِّ العروس أمْ أمِّ العريس ) ولكنه لم يرد عليها ، ثم قدمته لأهل العروس فلم يسلم عليهن فعرَّفته بأهل العريس فلم يسلم عليهن ولم يعبأ بسؤالها فتركته كما أنَّ أهل الزوجين لم يعبؤا به فالمشاكل التي بين العائلتين تغنيهم عن الاهتمام بمن حضر ومن لم يحضر. ها هنَّ نسوة ٌ يتمايلن طربا ً في منظر ٍ لم تعرضْ عِشرَ معشارِهِ قناة ٌ سافرة ٌ أبدا ، ولم يره في حلم البتة فكم حلم ٍ رآه ولم يكن هكذا بل كم خيال ٍ صعق منه ليس كغنجهنَّ . لم يعرْ لِما رأى - رغم اهتمامه – اهتماما، فقط بنظره يغوص في الحضور باحثا عمن راءها حتى راءها . ولكنها الوحيدةُ التي لم تنطو ِ عليها حيلته فأنطلق إليه فبدأت تسبه ، وهو يسألها : مَنْ أنت ِ ؟ ترفع صوته بسبابه ، ولكنه لم يأبه بكل ذلك ولم يخف من رفع صوتها فقد كانت الموسيقى صاخبة مع إيقاع الرقصات النسائية بل ظل يسألها : ما الذي أوقفك ِ في ذلك الطريق المهجور ؟ وهي لم تزل ترفع صوتها تسبه ، تدفعه بمنكبها وهو يسألها : ما قصتك ؟ وقفت الموسيقى قليلا وهما يتجادلان بصوت ٍ مرتفع غير أن لمز ثوب هذه وهمز ِ زينة ِ تلك والضحكات والنكت التي تتراشقهن النسوة في الحفلات عادة جعل الكل في غفلة ٍ من مراءهما . عادت الموسيقى ، والصخب الذي برأسها الآن أفحمها إلا عن النظر إليه ، سألها : هل لي بهاتفك ؟ تمعر وجهها وبعد صمت ٍ طويل ٍ أمام ثرثرته تعمر ذلك الوجه الصبوح فسألتهٍ : أنت ، ما الذي تريده الآن ؟ فبدون أيِّ تردد، قال لها : أريد أن أقبلك . ردت عليه دون أن تتغير تقاسيم وجهها : حسنا ، ولكن هل لك أن تنتظرني في ذلك المقهى الليلي المطل على الشارع المؤدي لهذا البيت ؟ سأنتهز الفرصة وسوف آتيك وعندما وسنطلق معا إلى المكان الذي رأيتني فيه وهناك لك ما تريد . لم يكذب خبرا ، خرج وجلس في المقهى ، وأخذ فنجان القهوة الواحد تلو الآخر إلى أن قال له النادل : إنه موعد إغلاقنا يا سيدي ، ولقد مضى عليك الآن وأنت جالس لوحدك ستُ ساعات ٍ ترقبُ الطريق الخالي حتى من الأشباح ؛ هل تنتظر أحدا ؟ بالله عليك ، قل لي فلربما أساعدك كأن يكون هذا الذي تنتظره شخصا أعرفه وقد مر عليك ولم تلمحه فأخبرك وأريحك من كل هذا القلق الذي طغى عليك. عندها نظر لوجه النادل ومن عينه تكاد تمطر السماء وفي وجهه يؤذن الفجر قائلا : نعم يا سيدي ، من أنتظرها كم دفنا في سمؤل تلك السدرة أمانينا قبل أن تتوفى منذ ست سنوات ولم تعد بعد، و!!! ورحل من المقهى دون أن يدفع فاتورة الحساب ، وأما النادل فما زال ينظر إلى الفناجين ال .... ( كم عددها ؟ ) التي شربها هذا الزبون ويتساءل أشرب القهوة َ معنا أم المُدام .
جاسم القرطوبي
كتبتها هذا اليوم في تمام الساعة السادسة مساءً
17 – 6 – 2010
بقلم : جاسم عيسى القرطوبي
فرغ الساعة من صلاة العشاء وقطع من المسجد إلى بيته طريقا شبه مهجور ٍ ؛ لم يكن ليسلكه لولا أنْ غمرت الطمأنينةُ فجأة ًقلبَه وأحسَّ لها مذاقا إيمانيّا لو استمر فقد يصيِّرُهُ نبيَّا . أخرج سبحة ً نسيها في بنطاله عندما كان يسبح بها قبل الصلاة ، خرزاتها تزيدُ عن سنه السابعة والعشرين بست خرزات فقط . شعر بأنَّ الشارع يسبح لتسبيحه وتـُهلل معه الصمُّ الجلاميدُ فأسكره كلُّ ذلك ، وكاد يختفي عن نفسه حتى قطعت روحانيته حركة ٌ مريبة ٌ رأى لها سوادا مهيبا . يا إلهي ما هذا ؟ إنها فتاة ٌ ؟ عمرُها الربيع ، عيناها غابتان من نخيل وقتَ السحر ، وشعرُها كالأشجار وقد بللها المطر ، ووجهها كالقمر بل هو القمرُ إذا بزغ فهمت معنى هذا ربي ، وإذا أفلَ قلت لا أُحِبُّ الآفلين ، وصدَّقَ من انعكاس صورته في صفحة ِ جبينِها ما تردد على ألسنة أصحابه أن وجهه من الملاحة ِ يقطرُ.
ولكن ما أجلسها هنا ؟ ! حملقَ فيها كثيرا إلى أنْ لم يرَ أين سقطت سبحته ، تنفس الصعداء . سألها : من أنت ِ ؟ أإنسية ٌ أم جنيّة ٌ ؟!
جرّت رداءها نافرة ً منه ، (هو) يغض بصرَه مستغفرا استغفر الله ،استغفر الله العظيم.ويتساءل في داخله : أيُّ ريح ٍ ألقت بسفينتها على شواطئ خشوعي ؟ . شذاها كالمغناطيس جذبه بقوة ٍ ، تبعها في الزقاق والمنحدرات والأودية ، ساعتها ، لو ركبت صاروخا إلى من تستعيرُ الجمالَ من خدودها النجوم ِ لاتخذ دخان ذلك الصاروخ ِ معراجا له وتسلق إليها حيثُ هِيَ . الخواطر تخنق صدره فحينا تقول له : إنها تريدك ولكنها تتدلعُ فاتبعها ؛ فيسرع بخطواته وراءها ، وتوسوس له فينة ً أخرى قائلة لهً : بل إنها جنيّة ٌ أو مقلبٌ هيئ لك ؛ َفيبطئ ُ السيرَ شيئا فشيئا . آه ماذا أفعل أو ماذا سأفعل ؟ ولكنْ لم يفزْ بالأمل ِ إلا مَنْ هو جسور فيحث خطاهُ كالهِـزبر لمَنْ يحاصره . (هي) تلاحظ ُ ذلك فتلتفت إليه فيقف وقفة َ الجنديِّ في ميدانه ، ترميه بسهام من صمت ٍ تصيب أنفاسه المتلعثمة كحرارة النهار . والآن ماذا أقول لها ؟ كيف أكسر جدار الصمت ؟ .
يبحثُ في أبجدية الحروف ليتكلم استجمع قوتَه كلها بما فيها الاحتياطية َ ، أراد أن يتكلم ,سأتكلم الآن ، نعم سأتكلم ، لا لا لن أتكلم ، بل سأتكلم وقبل أن يتكلم كلمت يداها الطويلتان باب منزل قريب . خرجت منه خمسُ فتيات وأكملن معها المشوار بينما ظل يتبعهن خفية ً إلى أنْ انتهى السيرُ بهن إلى منزل ٍ أعلنت الزينة ُ بأنَّ الليلة َ عرسٌ . عرسُ مَنْ . لا آبه ُ بذلك يجبُ عليَّ أنْ أدخلَ المنزل ولو اقتحاما ، يجب أن أراها عن كثب ، يجبُّ أن اعرف قصة وقوفها هناك ، يجب أن آخذ رقم هاتفها ؛ بل يجب أن أقبلها وأضع رأسها على صدري وألعب كالريح بخصلات شعرها. قفلَ كالطيف إلى بيته يسابق الأنفاس، دخل دارَه ، لم يسلم ْ على أمِّهِ التي كانت تنتظره ليشتري لها بعضَ الخبز للعشاء كما وعدها ، ولم يسمعها وهي تناديه بلطف تارة ً وتتوعده تارة أخرى ولم يصغ ِ لبكاء أخوته الستة الذين لم يستطيعوا النوم بسبب الجوع بل ولم يرها وهي تعترضُ طريقه أثناءَ خروجه من غرفة ِ أختِهِ بلفافة ٍ ضخمة ٍ ولم تتعود منه أن يحمل القمامة للمكان المخصص لها ، وظلت تنظر إليه إلى أن اختفى عنْ مرمى نظرها . سدرة ٌ تظللُ ذلك البيت الراقص ابتهاجا بالعرس ِ هو محل وقوفه يخلع تحت وارفها ثيابه ليلبس الثياب النسائية ، ( الشيلة ) - كليلته - حمراء ، والفستان – كأحلامه - وردي ، والعباءة – كقلوب عذاله - سوداء . تجشأ حمد الله ، اتجه للبيت وخفقان قلبه هو الذي قرع البابَ إلى أن فتح له . دخل سامدا فلم يكنْ يحلم أنه سيدخل على بيت فيه امرأة أبدا حتى وإن كانت تسمى زوجته ، وها هو الآن يدخل على ثلة ٍ من النساء عددهن كنصيب المؤمن في الجنة من الحور . جال ببصره في الحضور استقبلته شغالة ٌ: مرهبا ( مرحبا ) أنتي هرمة يعرف مشان ماما عروس أو مشان ماما هريس ( هل أنت ِ امرأة ٌ من معارف أمِّ العروس أمْ أمِّ العريس ) ولكنه لم يرد عليها ، ثم قدمته لأهل العروس فلم يسلم عليهن فعرَّفته بأهل العريس فلم يسلم عليهن ولم يعبأ بسؤالها فتركته كما أنَّ أهل الزوجين لم يعبؤا به فالمشاكل التي بين العائلتين تغنيهم عن الاهتمام بمن حضر ومن لم يحضر. ها هنَّ نسوة ٌ يتمايلن طربا ً في منظر ٍ لم تعرضْ عِشرَ معشارِهِ قناة ٌ سافرة ٌ أبدا ، ولم يره في حلم البتة فكم حلم ٍ رآه ولم يكن هكذا بل كم خيال ٍ صعق منه ليس كغنجهنَّ . لم يعرْ لِما رأى - رغم اهتمامه – اهتماما، فقط بنظره يغوص في الحضور باحثا عمن راءها حتى راءها . ولكنها الوحيدةُ التي لم تنطو ِ عليها حيلته فأنطلق إليه فبدأت تسبه ، وهو يسألها : مَنْ أنت ِ ؟ ترفع صوته بسبابه ، ولكنه لم يأبه بكل ذلك ولم يخف من رفع صوتها فقد كانت الموسيقى صاخبة مع إيقاع الرقصات النسائية بل ظل يسألها : ما الذي أوقفك ِ في ذلك الطريق المهجور ؟ وهي لم تزل ترفع صوتها تسبه ، تدفعه بمنكبها وهو يسألها : ما قصتك ؟ وقفت الموسيقى قليلا وهما يتجادلان بصوت ٍ مرتفع غير أن لمز ثوب هذه وهمز ِ زينة ِ تلك والضحكات والنكت التي تتراشقهن النسوة في الحفلات عادة جعل الكل في غفلة ٍ من مراءهما . عادت الموسيقى ، والصخب الذي برأسها الآن أفحمها إلا عن النظر إليه ، سألها : هل لي بهاتفك ؟ تمعر وجهها وبعد صمت ٍ طويل ٍ أمام ثرثرته تعمر ذلك الوجه الصبوح فسألتهٍ : أنت ، ما الذي تريده الآن ؟ فبدون أيِّ تردد، قال لها : أريد أن أقبلك . ردت عليه دون أن تتغير تقاسيم وجهها : حسنا ، ولكن هل لك أن تنتظرني في ذلك المقهى الليلي المطل على الشارع المؤدي لهذا البيت ؟ سأنتهز الفرصة وسوف آتيك وعندما وسنطلق معا إلى المكان الذي رأيتني فيه وهناك لك ما تريد . لم يكذب خبرا ، خرج وجلس في المقهى ، وأخذ فنجان القهوة الواحد تلو الآخر إلى أن قال له النادل : إنه موعد إغلاقنا يا سيدي ، ولقد مضى عليك الآن وأنت جالس لوحدك ستُ ساعات ٍ ترقبُ الطريق الخالي حتى من الأشباح ؛ هل تنتظر أحدا ؟ بالله عليك ، قل لي فلربما أساعدك كأن يكون هذا الذي تنتظره شخصا أعرفه وقد مر عليك ولم تلمحه فأخبرك وأريحك من كل هذا القلق الذي طغى عليك. عندها نظر لوجه النادل ومن عينه تكاد تمطر السماء وفي وجهه يؤذن الفجر قائلا : نعم يا سيدي ، من أنتظرها كم دفنا في سمؤل تلك السدرة أمانينا قبل أن تتوفى منذ ست سنوات ولم تعد بعد، و!!! ورحل من المقهى دون أن يدفع فاتورة الحساب ، وأما النادل فما زال ينظر إلى الفناجين ال .... ( كم عددها ؟ ) التي شربها هذا الزبون ويتساءل أشرب القهوة َ معنا أم المُدام .
جاسم القرطوبي
كتبتها هذا اليوم في تمام الساعة السادسة مساءً
17 – 6 – 2010