أثبتت الكرة الآسيوية نجاحها مقارنة بالكرة الإفريقية وعدم مقدرتها على مقارعة الفرق المشاركة في مونديال جنوب افريقيا باستثناء تأهل غانا. فقد جاءت نتائج إفريقيا متواضعة بالأخص البلد المنظم ويبدو ان الضغط احد الأسباب كما قالوا، وفي المقابل هناك تطور آسيوي ملحوظ بل نفخر به لمنتخبي كوريا واليابان قدما لنا بالفعل معنى الاحتراف الحقيقي وليس الوهمي.
كما يحدث عندنا واحتراف عدد من لاعبيها بأوروبا فقد أعطيا دروسا على اعتبار انهما أصحابنا وأصدقاؤنا في التصفيات فهل نتعلم الدروس المجانية ام نظل نصارع بعضنا البعض ونخلق لأنفسنا الأزمات من دون لذمة؟
هناك تألق قاري آخر يتمثل في نجوم كوريا الجنوبية واليابان الذين قادوا بلادهم إلى المجد الكروي فقد تأهلتا للدور الثاني مع الكبار بتألق الشمشون الكوري الذي رافق الأرجنتين فأعادت كوريا إلى الأذهان عصرها الذهبي حينما شاركت لأول مرة وحصلت على المركز الرابع في المونديال.
ومصدر هذه الدهشة في الشارع الرياضي بالقارة الآسيوية ردة الفعل من حالة الإحباط التي تولدت لجمهور القارة بأن الفارق كبير بين مستوى منتخباتنا والفرق الأوروبية بينما أظهر المونديال الفارق الحقيقي.
الخسارة في كرة القدم تبقى متوقعة فقد لفت انتباهي الفريق الياباني الذي (غسل) الدنمارك في مباراة ممتعة ومثيرة للغاية تعد واحدا من اللقاءات التي شدتني كثيرا واستمتعت بها بسبب أجوائها المثيرة فقد (ولعتها) برازيل القارة الآسيوية وفازت بأسلوبها الذكي والأهداف البرازيلية الرائعة.
التواجد الآسيوي ترنح بين الكوري الشمالي والأسترالي والتراجع كان واضحا بينما الأصدقاء اليابانيون الذي كانوا فين وأصبحوا وين الآن فقد هزمناهم في عام 1988 (1/0) بالدوحة وتعادلنا معهم في هيروشيما 94 بدون أهداف والآن من يتحداهم..
هناك فارق واضح بين اليابان وكوريا وبقية دول آسيا فالعمل يسير وفق نهج مؤسساتي بعيدا عن الاعتماد على سياسة الفرد التي ودتنا في داهية بل ستودينا أكثر إلى الهاوية اذا لم تكن لدنيا مؤسسات وشركات رياضية حقيقية وليست صورة نتبناها بها أمام العالم بأننا وصلنا إلى العالمية.
وما يسعدني هو ما رأيته في أداء اليابان تحديدا أمام الدنمارك فقد ارتحت للنتيجة وكلكم تعلمون مواقف البلد التي خسرت الكثير وجاء خروجها من المونديال كضربة جديدة فقد استمتعت بالروح القتالية والأداء المهاري والسرعة للقطار الياباني السوبر الذي لا يتوقف أملا بان يواصل المزيد من النجاحات.
وفقدنا حلاوة البيتزا بعد خروج حال اللقب الايطالي الذي ودع مبكرا إثر خسارته أمام سلوفاكيا ودون أن يحقق أي انتصار.
ومن وصل ومن ينتظر.. وهكذا هي حياة المونديال وأفراحه وأحزانه فالطريق يفتح المجال للمبدعين فقط أما الفاشلون من الكبار فعليهم العودة وتقديم استقالاتهم فورا وعلى رأسهم الفرنسي فرأسه مطلوب من الوزير شخصيا.. والله من وراء القصد.
"نقلا عن صحيفة (البيان) الإماراتية"