مساعد العصيمي
--------------------------------------------------------------------------------
إذا كان يتوجب علينا أن نبحث في الذاكرة عن ما بقي من حامل اللقب المنتخب الايطالي .. فلن نجد إلا أطلالا تحمل أسماء لعواجيز .. لم يستطع أي منهم تقديم العون لفريقه المحلي .. فما بالك بمنتخب يقارع الأقوياء، ويبدو أن عجوزهم الذي علمهم السحر السيد ليبي مازال يعتقد أن الحظ رفيق مخلص للإيطاليين.. ولذلك حضر بعواجيزه ومفاهيمه القديمة التي لم تعد تصلح لتحقيق الانتصارات.
ايطاليا الساحرة التي عرفناها ناعسة ثم لا تلبث أن تفيق لتسحق الجميع .. بدأت نائمة وغادرت وهي كذلك .. وهي كحال جارتها فرنسا من حيث الكبرياء الفارغ الذي ذهب بكل شيء .. ايطاليا غادرت بعواجيزها وفرنسا بغرورها الكالح .. وفي كليهما البطل ووصيفه باتا لا يستحقان أن يكونا في عداد المستحقين أن يصنفا ضمن فرسان الكرة.
الكارثة نفسها قد تطال المنتخب الإسباني ، وأحسب أن أبناء الأندلس عانوا من حمى البداية .. وأشد ما نخشى عليهم اليوم الجمعة أن يستمر نزق بعض لاعبيهم ، وكأن الكرة من صنعهم كما فعل توريس حينما تعامل مع المنافسين بفوقية وما ذهب إليه زملاء له حين أظهروا بعض استخفاف بالمنافسين .. ومع ذلك هم الأفضل وأوربا تشهد بذلك.
من وجهة نظر المحب لكرة القدم الجميلة أتمنى أن تكون إسبانيا في عداد المتأهلين .. لأننا نثق أنها قادرة على منحنا المتعة التي ننشدها بعدما عصف بها العواجيز والمتغطرسين .. نتمنى ذلك .. ولا نستكثر الأمر على من هم في سياق القدرة على تقديم العمل اللائق من المتفوقين الآخرين .. لكن هي أفضلية كروية عرفناها عن زملاء فيا وكاسياس خلال أعوامنا القريبة المنصرمة، نتمنى أن تكون معينا كي نهنأ ببطولة عالم قادرة على منحنا الألق الذي ننشده.
هنا لن أختم قبل أن أشير إلى أن عملا عظيما سطره المنتخب الكوري الجنوبي كان جديرا أن يظل ويستمر في الذاكرة يصعب نسيانه أو حتى تجاوزه، ليس إلا أن الكوريين قد جسدوا معنى الكفاح والإصرار مؤكدين أن من يجد ويتفانى لأجل بلوغ هدفه جدير بأن يصل إليه.
ومن هذا المفهوم الكوري الرائع أمنت أن واقع كرة القدم من الممكن أن يتغير متى ما كان الفريق مناضلا لا يتوقف عند أي هزه ولا يستكين لأي فوارق يشار إليها قبل المواجهة.
ولا بأس أن أعود إلى ما كان عليه الكوريون من أداء وتقنيه ، لأشير إلى أن اشد ما لفت نظري في الأداء الكوري هو ذلك التعاون المغلف بكرم جماعي بين اللاعبين حتى تعتقد أن أدائهم قد بني على الإيثار، فتلحظ ان متعة كل لاعب لديهم هو بتأمين فوز فريقه ، فلا أنانيه أو تجاوز لمهام ، وعليه استحقت كوريا التقدم .. ولا عزاء للمتغطرسين! .
*مدير التحرير بجريدة الشرق الأوسط والمشرف على القسم الرياضي
alosaimi@asharqalawsat.com
"نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية"
--------------------------------------------------------------------------------
إذا كان يتوجب علينا أن نبحث في الذاكرة عن ما بقي من حامل اللقب المنتخب الايطالي .. فلن نجد إلا أطلالا تحمل أسماء لعواجيز .. لم يستطع أي منهم تقديم العون لفريقه المحلي .. فما بالك بمنتخب يقارع الأقوياء، ويبدو أن عجوزهم الذي علمهم السحر السيد ليبي مازال يعتقد أن الحظ رفيق مخلص للإيطاليين.. ولذلك حضر بعواجيزه ومفاهيمه القديمة التي لم تعد تصلح لتحقيق الانتصارات.
ايطاليا الساحرة التي عرفناها ناعسة ثم لا تلبث أن تفيق لتسحق الجميع .. بدأت نائمة وغادرت وهي كذلك .. وهي كحال جارتها فرنسا من حيث الكبرياء الفارغ الذي ذهب بكل شيء .. ايطاليا غادرت بعواجيزها وفرنسا بغرورها الكالح .. وفي كليهما البطل ووصيفه باتا لا يستحقان أن يكونا في عداد المستحقين أن يصنفا ضمن فرسان الكرة.
الكارثة نفسها قد تطال المنتخب الإسباني ، وأحسب أن أبناء الأندلس عانوا من حمى البداية .. وأشد ما نخشى عليهم اليوم الجمعة أن يستمر نزق بعض لاعبيهم ، وكأن الكرة من صنعهم كما فعل توريس حينما تعامل مع المنافسين بفوقية وما ذهب إليه زملاء له حين أظهروا بعض استخفاف بالمنافسين .. ومع ذلك هم الأفضل وأوربا تشهد بذلك.
من وجهة نظر المحب لكرة القدم الجميلة أتمنى أن تكون إسبانيا في عداد المتأهلين .. لأننا نثق أنها قادرة على منحنا المتعة التي ننشدها بعدما عصف بها العواجيز والمتغطرسين .. نتمنى ذلك .. ولا نستكثر الأمر على من هم في سياق القدرة على تقديم العمل اللائق من المتفوقين الآخرين .. لكن هي أفضلية كروية عرفناها عن زملاء فيا وكاسياس خلال أعوامنا القريبة المنصرمة، نتمنى أن تكون معينا كي نهنأ ببطولة عالم قادرة على منحنا الألق الذي ننشده.
هنا لن أختم قبل أن أشير إلى أن عملا عظيما سطره المنتخب الكوري الجنوبي كان جديرا أن يظل ويستمر في الذاكرة يصعب نسيانه أو حتى تجاوزه، ليس إلا أن الكوريين قد جسدوا معنى الكفاح والإصرار مؤكدين أن من يجد ويتفانى لأجل بلوغ هدفه جدير بأن يصل إليه.
ومن هذا المفهوم الكوري الرائع أمنت أن واقع كرة القدم من الممكن أن يتغير متى ما كان الفريق مناضلا لا يتوقف عند أي هزه ولا يستكين لأي فوارق يشار إليها قبل المواجهة.
ولا بأس أن أعود إلى ما كان عليه الكوريون من أداء وتقنيه ، لأشير إلى أن اشد ما لفت نظري في الأداء الكوري هو ذلك التعاون المغلف بكرم جماعي بين اللاعبين حتى تعتقد أن أدائهم قد بني على الإيثار، فتلحظ ان متعة كل لاعب لديهم هو بتأمين فوز فريقه ، فلا أنانيه أو تجاوز لمهام ، وعليه استحقت كوريا التقدم .. ولا عزاء للمتغطرسين! .
*مدير التحرير بجريدة الشرق الأوسط والمشرف على القسم الرياضي
alosaimi@asharqalawsat.com
"نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية"