عبدالعزيز الغيامة
--------------------------------------------------------------------------------
قبل بدء مونديال جنوب أفريقيا أطلق رجل آسيا القوي القطري محمد بن همام تصريحا قال فيه إنه ينتظر وصول منتخبين آسيويين للدور الثاني من نهائيات كأس العالم ٢٠١٠ الحالية ثقة منه في إمكانات وقدرات المنتخبات الآسيوية الأربعة المتأهلة وإنه سيكون لها الحضور والتواجد مع كبار المنتخبات ال ١٦.
بصراحة كنت مؤمنا بقدرة اليابان وكوريا الجنوبية على بلوغ التأهل للمرحلة الثانية، ليس لأنهما قدما أداء لافتا في المرحلة الأولى من دور المجموعات، ولكن لأنهما كانا يخططان دائما وأبدا لكل مونديال.. بمعنى أن هذين المنتخبين هدفهما الأول والأخير في تخطيط قصير المدى وبعيده هو كأس العالم، وتأتي بعد ذلك البطولات الأخرى مثل كأس أمم آسيا وغيرها!!
الهدف الأساسي الذي يسعى إليه المنتخبان هو رسم صورة راقية لكرتهما حينما يلعبان في المونديال، وبالنسبة لي من الطبيعي جدا أن تجد مثلا اليابان لا تقدم المستوى المأمول منها في مونديال ٢٠٠٦ بعد عطاء رائع في مونديال ٢٠٠٢ لكنها كانت رائعة في كأس العالم الحالية، والحال ذاته ينطبق على كوريا الجنوبية التي تألقت في ٢٠٠٢ ولم تكن جيدة في ٢٠٠٦ وبدت أروع في المونديال الحالي!! اليابان وكوريا الجنوبية في رأيي أنهما يبنيان منتخبيهما ليس لهذه البطولات الحالية وإنما يسعيان لتأصيل مفهوم الخبرة والمهارة والتقنية الكروية في عقول نجومهم سواء الذين يشاركون الآن أو حتى الذين سيشاركون في مونديالات مقبلة كتلك التي ستجرى في البرازيل ٢٠١٤ وما تليها!!
مفهوم البناء الذي نراه الآن مع منتخب الشمس المشرقة ومنتخب التايغوك يعطينا أملا بأن نسير في الأسلوب ذاته الذي يعمل عليه الاتحادان الياباني والكوري الجنوبي.. ليس عيبا أن نسير على خطاهما ما دام أنهما يحققان الآمال والطموحات الجماهيرية!
الخطة التي يسيران عليها ليست مجرد بناء منتخب بل كرة قدم شاملة.. تطوير كل ما له علاقة بهذه اللعبة من إدارة وأندية ولاعبين وتسويق واحتراف وانضباط ولوائح!!
الفشل ليس عيبا إذا لم يكن مستمرا معك.. قد يكون نعمة إذا سعيت ليكون في صالحك بحيث تعالج أخطاء ك وترسم ملامح نهضتك الكروية.. العطاء والأداء يختلفان من بطولة لأخرى، والدليل ما فعله الإيطاليون والفرنسيون في هذا المونديال.. قدموا صورة سيئة لكرة بلادهما على الرغم من أن كلا البلدين يزخر بمئات النجوم وعشرات الأندية المحترفة ويطبقان احترافا متكاملا.. ربما لعبت أمور
أخرى في أن يصل حال الديوك والأزوري إلى هذا الوضع لكن العاقل يدرك أن إيطاليا وفرنسا قادرتان على أن يلعبا مثلا على نهائي مونديال ٢٠١٤ المقبل.. ليس بعيدا أبدا أن يحدث هذا، ففرنسا مثلا خرجت من دور المجموعات عام ٢٠٠٢ ولعبت على نهائي ٢٠٠٦ أمام إيطاليا!!
مجمل القول إن كرة القدم بحاجة إلى التخطيط الدائم والمستمر ومن الرائع جدا أن نجعل الكوريين واليابانيين قدوة لنا في هذه اللعبة!
"نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية"
--------------------------------------------------------------------------------
قبل بدء مونديال جنوب أفريقيا أطلق رجل آسيا القوي القطري محمد بن همام تصريحا قال فيه إنه ينتظر وصول منتخبين آسيويين للدور الثاني من نهائيات كأس العالم ٢٠١٠ الحالية ثقة منه في إمكانات وقدرات المنتخبات الآسيوية الأربعة المتأهلة وإنه سيكون لها الحضور والتواجد مع كبار المنتخبات ال ١٦.
بصراحة كنت مؤمنا بقدرة اليابان وكوريا الجنوبية على بلوغ التأهل للمرحلة الثانية، ليس لأنهما قدما أداء لافتا في المرحلة الأولى من دور المجموعات، ولكن لأنهما كانا يخططان دائما وأبدا لكل مونديال.. بمعنى أن هذين المنتخبين هدفهما الأول والأخير في تخطيط قصير المدى وبعيده هو كأس العالم، وتأتي بعد ذلك البطولات الأخرى مثل كأس أمم آسيا وغيرها!!
الهدف الأساسي الذي يسعى إليه المنتخبان هو رسم صورة راقية لكرتهما حينما يلعبان في المونديال، وبالنسبة لي من الطبيعي جدا أن تجد مثلا اليابان لا تقدم المستوى المأمول منها في مونديال ٢٠٠٦ بعد عطاء رائع في مونديال ٢٠٠٢ لكنها كانت رائعة في كأس العالم الحالية، والحال ذاته ينطبق على كوريا الجنوبية التي تألقت في ٢٠٠٢ ولم تكن جيدة في ٢٠٠٦ وبدت أروع في المونديال الحالي!! اليابان وكوريا الجنوبية في رأيي أنهما يبنيان منتخبيهما ليس لهذه البطولات الحالية وإنما يسعيان لتأصيل مفهوم الخبرة والمهارة والتقنية الكروية في عقول نجومهم سواء الذين يشاركون الآن أو حتى الذين سيشاركون في مونديالات مقبلة كتلك التي ستجرى في البرازيل ٢٠١٤ وما تليها!!
مفهوم البناء الذي نراه الآن مع منتخب الشمس المشرقة ومنتخب التايغوك يعطينا أملا بأن نسير في الأسلوب ذاته الذي يعمل عليه الاتحادان الياباني والكوري الجنوبي.. ليس عيبا أن نسير على خطاهما ما دام أنهما يحققان الآمال والطموحات الجماهيرية!
الخطة التي يسيران عليها ليست مجرد بناء منتخب بل كرة قدم شاملة.. تطوير كل ما له علاقة بهذه اللعبة من إدارة وأندية ولاعبين وتسويق واحتراف وانضباط ولوائح!!
الفشل ليس عيبا إذا لم يكن مستمرا معك.. قد يكون نعمة إذا سعيت ليكون في صالحك بحيث تعالج أخطاء ك وترسم ملامح نهضتك الكروية.. العطاء والأداء يختلفان من بطولة لأخرى، والدليل ما فعله الإيطاليون والفرنسيون في هذا المونديال.. قدموا صورة سيئة لكرة بلادهما على الرغم من أن كلا البلدين يزخر بمئات النجوم وعشرات الأندية المحترفة ويطبقان احترافا متكاملا.. ربما لعبت أمور
أخرى في أن يصل حال الديوك والأزوري إلى هذا الوضع لكن العاقل يدرك أن إيطاليا وفرنسا قادرتان على أن يلعبا مثلا على نهائي مونديال ٢٠١٤ المقبل.. ليس بعيدا أبدا أن يحدث هذا، ففرنسا مثلا خرجت من دور المجموعات عام ٢٠٠٢ ولعبت على نهائي ٢٠٠٦ أمام إيطاليا!!
مجمل القول إن كرة القدم بحاجة إلى التخطيط الدائم والمستمر ومن الرائع جدا أن نجعل الكوريين واليابانيين قدوة لنا في هذه اللعبة!
"نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية"