رفعت بحيري
--------------------------------------------------------------------------------
أسدل الستار على الدور الأول من مونديال جنوب إفريقيا 2010، وإن كنت قد كتبت هذه السطور قبل آخر مباراتين اللتين انتهتا في وقت متأخر من يوم أمس، إلا أن الصورة العامة للدور الأول أظهرت العديد من الحقائق المهمة التي لابد وأن يتوقف عندها المعنيون بكرة القدم ليس في الاتحادات الأهلية وحدهم وإنما في الاتحاد الدولي والاتحادات القارية قبلهم.
وذلك لإنقاذ معشوقة الجماهير في العالم بعد أن كشف المونديال الحالي أنها في طريقها إلى الاحتضار، وخاصة في المناسبات الكبيرة التي تنتظرها الجماهير بشغف كل فترة للاستمتاع، لأن كرة القدم أثبتت أنها غذاء للروح والنفوس والأوطان.
مباريات الدور الأول كشفت حدوث ترد شديد في المستويات الفنية للمنتخبات على عكس النهائيات السابقة، وإذا كانت طرق الأداء الدفاعية لعبت دورا مؤثرا في هذا الجانب، إلا أن هناك ترديا أيضا في مستوى الأداء البدني ونوعا من حالة التشبع وعدم رغبة عند النجوم الكبار لإظهار كل ما لديهم من فنيات.
وتطبيقا لذلك نجد أن لاعبا مثل الأرجنتيني ميسي كان من القلة الذين اجتهدوا لإمتاع الجماهير بما لديهم من فنيات وأداء جمالي رغم قوة الرقابة التي فرضت عليه، ولم أجد أحد من الأسماء الكبيرة مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو سعوا إلى تقليده، وحتى عندما اختاروا رونالدو أفضل لاعب في مباراة كوريا الشمالية اعتبرها مجاملة وأكد وجود من هو أفضل.
لا أريد الخوض في التفاصيل، حيث أرى أن الوضع العام في خطر لأسباب كثيرة أعتقد أن في مقدمتها حالة الإرهاق التي يعاني منها جميع اللاعبين من دون استثناء نتيجة لكثرة المباريات على صعيد الأندية والمنتخبات، بما لا يمنحهم الوقت الكافي للراحة واستعادة الحيوية والنشاط ويتسبب في تعريضهم السريع للإصابات.
وقد سمعت من أكثر من مسؤول في الأندية الأوروبية يؤكدون أنهم مجبرون على قبول عروض خوض المباريات والمشاركة في أي عدد من المنافسات بهدف جني الأموال حتى تكون لديهم المقدرة على الإيفاء بالتزاماتهم تجاه اللاعبين بعد أن ارتفعت أسعارهم لدرجة غير محتملة.
ما نشاهده في مونديال جنوب إفريقيا هو نتاج مجموعة من الأسباب التي لابد من دراستها بواقعية وعقلانية لإيجاد الحلول الناجعة لها، وإذا كان الكثيرون يعتقدون أن ما حدث في الدور الأول لن يتكرر في الأدوار التالية، فأنا شخصيا غير متفاءل واعتقد أن الدور الثاني ستتكرر فيه هذه المشاهد وسوف تتواصل الأساليب الدفاعية وخاصة أمام المنتخبات الكبيرة رغبة من بعض المنتخبات في تحقيق قفزة أخرى نحو دور الثمانية.
وخاصة الفرق التي كان حلمها تجاوز الدور الأول، والآن أصبحت تطمع في ما هو ابعد، ونحن بالطبع لا يمكنا أن نحرمها من حق تحقيق المجد ودخول التاريخ، ولكن من واجبنا التنبيه على الأخطاء وكيفية علاجها تحقيقا للمصلحة العامة.
"نقلا عن صحيفة (البيان) الإماراتية"
--------------------------------------------------------------------------------
أسدل الستار على الدور الأول من مونديال جنوب إفريقيا 2010، وإن كنت قد كتبت هذه السطور قبل آخر مباراتين اللتين انتهتا في وقت متأخر من يوم أمس، إلا أن الصورة العامة للدور الأول أظهرت العديد من الحقائق المهمة التي لابد وأن يتوقف عندها المعنيون بكرة القدم ليس في الاتحادات الأهلية وحدهم وإنما في الاتحاد الدولي والاتحادات القارية قبلهم.
وذلك لإنقاذ معشوقة الجماهير في العالم بعد أن كشف المونديال الحالي أنها في طريقها إلى الاحتضار، وخاصة في المناسبات الكبيرة التي تنتظرها الجماهير بشغف كل فترة للاستمتاع، لأن كرة القدم أثبتت أنها غذاء للروح والنفوس والأوطان.
مباريات الدور الأول كشفت حدوث ترد شديد في المستويات الفنية للمنتخبات على عكس النهائيات السابقة، وإذا كانت طرق الأداء الدفاعية لعبت دورا مؤثرا في هذا الجانب، إلا أن هناك ترديا أيضا في مستوى الأداء البدني ونوعا من حالة التشبع وعدم رغبة عند النجوم الكبار لإظهار كل ما لديهم من فنيات.
وتطبيقا لذلك نجد أن لاعبا مثل الأرجنتيني ميسي كان من القلة الذين اجتهدوا لإمتاع الجماهير بما لديهم من فنيات وأداء جمالي رغم قوة الرقابة التي فرضت عليه، ولم أجد أحد من الأسماء الكبيرة مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو سعوا إلى تقليده، وحتى عندما اختاروا رونالدو أفضل لاعب في مباراة كوريا الشمالية اعتبرها مجاملة وأكد وجود من هو أفضل.
لا أريد الخوض في التفاصيل، حيث أرى أن الوضع العام في خطر لأسباب كثيرة أعتقد أن في مقدمتها حالة الإرهاق التي يعاني منها جميع اللاعبين من دون استثناء نتيجة لكثرة المباريات على صعيد الأندية والمنتخبات، بما لا يمنحهم الوقت الكافي للراحة واستعادة الحيوية والنشاط ويتسبب في تعريضهم السريع للإصابات.
وقد سمعت من أكثر من مسؤول في الأندية الأوروبية يؤكدون أنهم مجبرون على قبول عروض خوض المباريات والمشاركة في أي عدد من المنافسات بهدف جني الأموال حتى تكون لديهم المقدرة على الإيفاء بالتزاماتهم تجاه اللاعبين بعد أن ارتفعت أسعارهم لدرجة غير محتملة.
ما نشاهده في مونديال جنوب إفريقيا هو نتاج مجموعة من الأسباب التي لابد من دراستها بواقعية وعقلانية لإيجاد الحلول الناجعة لها، وإذا كان الكثيرون يعتقدون أن ما حدث في الدور الأول لن يتكرر في الأدوار التالية، فأنا شخصيا غير متفاءل واعتقد أن الدور الثاني ستتكرر فيه هذه المشاهد وسوف تتواصل الأساليب الدفاعية وخاصة أمام المنتخبات الكبيرة رغبة من بعض المنتخبات في تحقيق قفزة أخرى نحو دور الثمانية.
وخاصة الفرق التي كان حلمها تجاوز الدور الأول، والآن أصبحت تطمع في ما هو ابعد، ونحن بالطبع لا يمكنا أن نحرمها من حق تحقيق المجد ودخول التاريخ، ولكن من واجبنا التنبيه على الأخطاء وكيفية علاجها تحقيقا للمصلحة العامة.
"نقلا عن صحيفة (البيان) الإماراتية"