كيف أجعل نيتي خالصة لله دون رياء ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ سؤالي هو كيف اجعل نيتي خالصا لله دون رياء ..
الجواب/
وعليكم السلآم ورحمة الله وبركآته ,’
بتعاهد النية أولاً
وبعدم الالتفات إلى الناس ثانياً ، بمعنى أن يكون العمل الذي يُقصد به
وجه الله لا يُلتفت فيه إلى الناس .
وكثيرا ما يأتي الشيطان للإنسان فيأمره أن يُحسِّن عمله ويُزيّنه ليمدحه
الناس
والناس لا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .
والحل يبدو لي في أمور :
أولاً :
أن يتذكر الإنسان أن الله سبحانه وتعالى هو النافع الضار ، وهو الذي
بيده ملكوت كل شيء .
وأما البشر فهم لا يملكون شيئا من ذلك .
ثانياً :
إذا جاء الشيطان ليُدخل الرياء على المسلم ، فعلى المسلم مدافعة الرياء
ولا يضرّه .
فإذا جاء الشيطان أو ورد الوارد لتحسين العمل فعلى المسلم أن يتذكّر :
أن الناس لا يملكون له نفعا ولا ضرا ، وبالتالي فليس هناك دافع
للعمل لأجلهم .
فإذا قام المسلم يُصلّي – مثلاً – جاءه الشيطان ليُحبط عمله ، فيقول :
له فُلان ينظر إليك وإلى عملك فأحسن العمل
فلا يلتفت إلى هذا ويبقى على ما كان عليه ولا يترك العمل لأجل ذلك ،
كما تقدم في كلمة الفضيل بن عياض . [ والكلام يطول في تفصيل ذلك ]
وقد نقل ابن القيم - رحمه الله – عن عبد القادر الكيلاني - رحمه الله -
أنه قال : كُـن مع الحق بلا خلق ، ومع الخلق بلا نفس .
ثم قال ابن القيم معلِّقاً :
فتأمل ما أجلّ هاتين الكلمتين مع اختصارهما ، وما أجمعهما لقواعد السلوك ،
ولكل خلق جميل . اهـ .
ومعنى ذلك أن يتعامل مع الله فيما بينه وبين الله كأنه لا يرى الناس .
ثالثاً :
الحرص على إخفاء العمل ما أمكن .
ومن أجل ذلك كان السلف يحرصون على إخفاء العمل ، وأن يجهد الإنسان
أن يُخفي العمل ما استطاع .
من أجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام : فضل صلاة الرجل في بيته
على صلاته حيث يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع . رواه البيهقي
، وقال المنذري : إسناده جيّد ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب
والترهيب .
وقال عليه الصلاة والسلام : فصلوا أيهـا الناس في بيوتكم ، فإن أفضل
الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة . متفق عليه من حديث
زيد بن ثابت
ورواه أبو داود بلفظ : صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي
هذا إلا المكتوبة .
فصلاة الرجل النافلة حيث لا يراه أحد أفضل من صلاته في
مسجده صلى الله عليه وسلم .
وأما ما يُذهب الرياء
فأسوق إليك هذا الحديث بطوله وقد تضمّن قصة
روى البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال :
انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال : يا أبا بكر ، للشِّرك فيكم أخفى من دبيب النمل .
فقال أبو بكر : وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، للشِّرك
أخفى من دبيب النمل ، ألا أدلك على شيء إذا قـُـلتـه
ذهب عنك قليله وكثيره ؟
قال : قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ،
وأستغفرك لما لا أعلم .
وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد .
والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد