خطاب صاحب الجلالة السلطان المعظم الموجه لكبار رجال الدولة 15/5/1978م
والصلاة والسلام على رسول الرحمة الذي جمع الصفوف ووحد الكلمة , محمد الأمين على آله وصحبه أجمعين.
أيها الوزراء وكل من حضر من المسؤولين بحكومتنا,,
يطيب لنا أن نلتقى بكم اليوم بعد مرور ما يزيد عن سبع سنوات منذ أن بدأنا بتأسيس حكومة عصرية في عُماننا الحبيب كما وعدنا شعبنا الأبي في أول كلمة وجهناها له عند تولينا مقاليد الأمور. لقد أولانا شعبنا ممنذ تولينا أموره ثقته الكاملة بنا , ومن خلال ثقته هذه وثق بمن إخترناه ونختاره لتولي المسؤولية لإدارة مصلحته العامة ولذا فإن علينا وعليكم المحافظة على هذه الثقة وعدم التفريط بها. إن إنشاء دولة عصرية من النوع الذي يواكب إحتياجات هذا العصر لم يكن بالأمر الهين بالنسة لأمة وإن كان لها تاريخ عريق وفتوحات مجيدة ورفع راية الإسلام في وجه كل ما من شأنه النهوض بها ورفع مستواها وتطورها , ولكن والحمدلله فقد تغلبنا على معظم العقبات والصعاب وكونا حكومة حديثة بجميع مؤسساتها ومنشآتها لتفي بكل متطلبات التطور السريع الذي فيه مصلحة الوطن.
فقد جمعناكم اليوم من وزراء ووكلاء ومدراء لنوجه إليكم النصح والإرشاد فيما يجب عليكم القيام به لأداء رسالتكم في خدمة هذا الوطن الغالي, بالطريقة التي ترضى الله ورسوله وترضينا وترضي المواطنين الذين أولونا ثقتهم, إن السياسة التي إخترناها وآمنا بها هي دائماً وأبدأ التقريب والتفهم بين الحاكم والمحكوم وبين الرئيس والمرؤوس, وذلك ترسيخا للوحدة الوطنية وإشاعة لروح التعاون بين الجميع, أكان ذلك بين من يشغلون المناصب العالية في الحكومة وبين معاونيهم والعاملين معهم او مع بقية المواطنين.
وهناك أمر هام يجب على جميع المسؤولين في حكومتنا أن يجعلوه نصب أعينهم, ألا وهو أنهم جميعاً خدم لشعب هذا الوطن العزيز , وعليهم أن يؤدوا هذه الخدمة بكل إخلاص وأن يتجردوا من جميع الأنانيات وأن تكون مصلحة الأمة قبل أي مصلحة شخصية, إذ إننا لن نقبل العذر من يتهاون في أداء واجبه المطلوب منه في خدمة هذا الوطن ومواطنيه, بل سينال جزاء تهاونه بالطريقة التي نراها مناسبة, لقد وضعت قوانين لهذه الدولة بموجب مراسيم سلطانية صدرت بشأنها وتصدر من حين لآخر , وذلك للمحافظة على مصالح هذا الشعب , فعليكم أن تدرسوا هذه القوانين كل في مجال إختصاصه دراسة وافقة وأن لا تتجاوزوا في المعاملات أي نص لتلك القوانين , بل يجب التقيد بها وإتباع ما جاء في نصوصها , إن الوظيفة تكليف ومسؤولية قبل أن تكون نفوذاً وسلطة , عليكم جميعاً أن تكونوا قدوة ومثلاً يحتذى, سواء في الولاء لوطنه أو المواظبة على عمله وإحترام مواعيده أو في سلوكه الوظيفي داخل مكان العمل أو خارجه , وفي حسن الأداء وكفايته, أن العدل أبو الوظيفة وحارسها فتمسكوا به وعاملوا الجميع بمقتضاه وإنني لرقيب على أن يفي كل منكم بهذه الأسس والمعاني, فمن يكون في مجتمعنا مكان لمنحرف أو متقاعس عن أداء واجبه او معطل لأدائه , كما يكون لكل مجتهد نصيب في المكافأة والتقدير والعرفان بالجميل.
وأخيرا نود أن نشير إلى إنه قد يتحبب البعض إلى مسؤوليهم باعمال خاصة وخدمات خاصة لا تمت إلى الدولة بأية فائدة هؤلاء ينبغي ان يكافأوا بمكافآت خاصة وليس على حساب الدولة كترقيات أو تساهلات بأوقات العمل المطلوب منهم , وعلى المسؤول أن يعتبر مصلحة الدولة فوق كل مصلحة , وأن ينتقي الأصح فالأصح, لا القريب من الأقارب إذ يجب أن لا تدخل القرابة النسبية في حساب أي مسؤول , فكل الأفراد العمانيين هم اخوة وأبناء, ونحن لا نحب أن نسمع أن هناك توظيفاً أو تقريباً أو تمييزاً على أسس غير الكفاية واللباقة والإخلاص, وعليكم جميعاً أن تجعلوا نصب أعينكم دوماً مصلحة عُمان وشعب عمان. إن الدولة تتكون من ثلاثة أجهزة : الجهاز المدني وهو الجهاز الإداري , وجهاز الأمن وهو المحافظة على أمن الوطن الداخلي , والجهاز العسكري, وهو المدافع عن الوطن من أي خطر خارجي, وعلى هذه الأجهزة الثلاثة أن تتعاون معاً وفي كل الأوقات وأن تنسق فيما بينها وأن تنسى الفروق الشكلية بين مدني وعسكري أو بالعكس , وأن تتذكروا ما قلناه آنفاً بأن هذه الدولة بكل أجهزتها هي لخدمة هذا الوطن العزيز ومواطنيه الأوفياء , وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" صدق الله العظيم.
هذا وإنني إذ أختتم كلمتي هذه, أدعو الله العلي القدير أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى طريق السلامة والسعادة وأن يمهد لنا سبل الرقي والسعادة والسؤدد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والصلاة والسلام على رسول الرحمة الذي جمع الصفوف ووحد الكلمة , محمد الأمين على آله وصحبه أجمعين.
أيها الوزراء وكل من حضر من المسؤولين بحكومتنا,,
يطيب لنا أن نلتقى بكم اليوم بعد مرور ما يزيد عن سبع سنوات منذ أن بدأنا بتأسيس حكومة عصرية في عُماننا الحبيب كما وعدنا شعبنا الأبي في أول كلمة وجهناها له عند تولينا مقاليد الأمور. لقد أولانا شعبنا ممنذ تولينا أموره ثقته الكاملة بنا , ومن خلال ثقته هذه وثق بمن إخترناه ونختاره لتولي المسؤولية لإدارة مصلحته العامة ولذا فإن علينا وعليكم المحافظة على هذه الثقة وعدم التفريط بها. إن إنشاء دولة عصرية من النوع الذي يواكب إحتياجات هذا العصر لم يكن بالأمر الهين بالنسة لأمة وإن كان لها تاريخ عريق وفتوحات مجيدة ورفع راية الإسلام في وجه كل ما من شأنه النهوض بها ورفع مستواها وتطورها , ولكن والحمدلله فقد تغلبنا على معظم العقبات والصعاب وكونا حكومة حديثة بجميع مؤسساتها ومنشآتها لتفي بكل متطلبات التطور السريع الذي فيه مصلحة الوطن.
فقد جمعناكم اليوم من وزراء ووكلاء ومدراء لنوجه إليكم النصح والإرشاد فيما يجب عليكم القيام به لأداء رسالتكم في خدمة هذا الوطن الغالي, بالطريقة التي ترضى الله ورسوله وترضينا وترضي المواطنين الذين أولونا ثقتهم, إن السياسة التي إخترناها وآمنا بها هي دائماً وأبدأ التقريب والتفهم بين الحاكم والمحكوم وبين الرئيس والمرؤوس, وذلك ترسيخا للوحدة الوطنية وإشاعة لروح التعاون بين الجميع, أكان ذلك بين من يشغلون المناصب العالية في الحكومة وبين معاونيهم والعاملين معهم او مع بقية المواطنين.
وهناك أمر هام يجب على جميع المسؤولين في حكومتنا أن يجعلوه نصب أعينهم, ألا وهو أنهم جميعاً خدم لشعب هذا الوطن العزيز , وعليهم أن يؤدوا هذه الخدمة بكل إخلاص وأن يتجردوا من جميع الأنانيات وأن تكون مصلحة الأمة قبل أي مصلحة شخصية, إذ إننا لن نقبل العذر من يتهاون في أداء واجبه المطلوب منه في خدمة هذا الوطن ومواطنيه, بل سينال جزاء تهاونه بالطريقة التي نراها مناسبة, لقد وضعت قوانين لهذه الدولة بموجب مراسيم سلطانية صدرت بشأنها وتصدر من حين لآخر , وذلك للمحافظة على مصالح هذا الشعب , فعليكم أن تدرسوا هذه القوانين كل في مجال إختصاصه دراسة وافقة وأن لا تتجاوزوا في المعاملات أي نص لتلك القوانين , بل يجب التقيد بها وإتباع ما جاء في نصوصها , إن الوظيفة تكليف ومسؤولية قبل أن تكون نفوذاً وسلطة , عليكم جميعاً أن تكونوا قدوة ومثلاً يحتذى, سواء في الولاء لوطنه أو المواظبة على عمله وإحترام مواعيده أو في سلوكه الوظيفي داخل مكان العمل أو خارجه , وفي حسن الأداء وكفايته, أن العدل أبو الوظيفة وحارسها فتمسكوا به وعاملوا الجميع بمقتضاه وإنني لرقيب على أن يفي كل منكم بهذه الأسس والمعاني, فمن يكون في مجتمعنا مكان لمنحرف أو متقاعس عن أداء واجبه او معطل لأدائه , كما يكون لكل مجتهد نصيب في المكافأة والتقدير والعرفان بالجميل.
وأخيرا نود أن نشير إلى إنه قد يتحبب البعض إلى مسؤوليهم باعمال خاصة وخدمات خاصة لا تمت إلى الدولة بأية فائدة هؤلاء ينبغي ان يكافأوا بمكافآت خاصة وليس على حساب الدولة كترقيات أو تساهلات بأوقات العمل المطلوب منهم , وعلى المسؤول أن يعتبر مصلحة الدولة فوق كل مصلحة , وأن ينتقي الأصح فالأصح, لا القريب من الأقارب إذ يجب أن لا تدخل القرابة النسبية في حساب أي مسؤول , فكل الأفراد العمانيين هم اخوة وأبناء, ونحن لا نحب أن نسمع أن هناك توظيفاً أو تقريباً أو تمييزاً على أسس غير الكفاية واللباقة والإخلاص, وعليكم جميعاً أن تجعلوا نصب أعينكم دوماً مصلحة عُمان وشعب عمان. إن الدولة تتكون من ثلاثة أجهزة : الجهاز المدني وهو الجهاز الإداري , وجهاز الأمن وهو المحافظة على أمن الوطن الداخلي , والجهاز العسكري, وهو المدافع عن الوطن من أي خطر خارجي, وعلى هذه الأجهزة الثلاثة أن تتعاون معاً وفي كل الأوقات وأن تنسق فيما بينها وأن تنسى الفروق الشكلية بين مدني وعسكري أو بالعكس , وأن تتذكروا ما قلناه آنفاً بأن هذه الدولة بكل أجهزتها هي لخدمة هذا الوطن العزيز ومواطنيه الأوفياء , وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" صدق الله العظيم.
هذا وإنني إذ أختتم كلمتي هذه, أدعو الله العلي القدير أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى طريق السلامة والسعادة وأن يمهد لنا سبل الرقي والسعادة والسؤدد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.