حدثنا أبو عمرو محمد بن محمود النسائي حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا محاضر بن المورع عن الأعمش عن ابي صالح عن أبي هريره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن أخيه كربه من كرب الدنيا نفس الله عنه كربه من كرب يوم القيامه ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
قال أبو حاتم رضى الله عنه الواجب على المسلمين كافة نصيحة المسلمين والقيام بالكشف عن همومهم وكربهم لأن من نفس كربة من كرب الدنيا عن مسلم نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن تحرى قضاء حاجته ولم يقض قضاؤها على يديه فكأنه لم يقصر في قضائها وأيسر ما يكون في قضاء الحوائج استحقاق الثناء والإخوان يعرفون عند الحوائج كما أن الأهل تختبر عند الفقر لأن كل الناس في الرخاء أصدقاء وشر الإخوان الخاذل لإخوانه عند الشدة والحاجة كما أن شر البلاد بلدة ليس فيها خصب ولا أمن
وأنشدني الكريزي ... خير أيام الفتى يوم نفع ... واصطناع العرف أبقى مصطنع ... ما ينال الخير بالشر ولا ... يحصد الزارع إلا مازرع ... ليس كل الدهر يوما واحدا ... ربما انحط الفتى ثم ارتفع ...
حدثنا محمد بن سليمان بن فارس حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا بشر ابن عمر حدثنا الربيع قال كان الحسن يقول قضاء حاجة أخ مسلم أحب الي من اعتكاف شهرين
وأنشدني علي بن محمد البسامي ... سابق الى الخير وبادر به ... فإن من خلفك ما تعلم ... وقدم الخير فكل امريء ... على الذي قدمه يقدم ...
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد القيسي حدثنا محمد بن موسى البصري حدثنا الأصمعي حدثنا أبو معمر شبيب بن شيبه الخطيب قال لما حضرت ابن سعيد ابن العاص الوفاة قال لبنيه يا بني ايكم يقبل وصيتي فقال ابنه الأكبر أنا قال إن فيها قضاء ديني قال وما دينك يا أبت قال ثمانون ألف دينار قال يا أبت فيم أخذتها قال يا بني في كريم سددت خلته ورجل جائني في حاجة وقد رأيت السوء في وجهه من الحياء فبدأت بحاجته قبل أن يسألها
قال أبو حاتم رضى الله عنه حقيق على من علم الثواب أن لا يمنع ما ملك من جاه أو مال إن وجد السبيل اليه قبل حلول المنيه فيبقى عن الخيرات كلها ويتأسف على ما فاته من المعروف
والعاقل يعلم أن من صحب النعمة في دار الزوال لم يخل من فقدها وأن من تمام الصنائع وأهناها إذا كان ابتداء من غير سؤال
حدثنا عمرو بن محمد حدثنا الغلابي حدثنا محمد بن عبد الرحمن المهلبي قال دخل أبو العتاهية على الرشيد فقال سل يا أبا العتاهية فقال ... إذا كان المنال ببذل وجه ... فلا قربت من ذاك المنال ...
وأنشدني عبد العزيز بن سليمان ... يبقى الثناء وتنفذ الأموال ... ولكل دهر دولة ورجال ... ما نال محمدة الرجال وشكرهم ... إلا الصبور عليهم المفضال ...
حدثني محمد بن عبدل بن المهدي الشعراني حدثنا محمد بن يزيد الطرسوسي حدثنا ابن عائشة قال قال أبي جاء رجل الى يحيى بن طلحة بن عبيد الله فقال له هب لي شيئا قال يا غلام أعطه ما معك فأعطاه عشرين ألفا فأخذها ليحملها فثقلت عليه فقعد يبكي فقال ما يبكيك لعلك استقللتها فازيدك قال لا والله ما استقللتها ولكن بكيت على ما تأكل الأرض من كرمك فقال له يحيى هذا الذي قلت لنا أكثر مما أعطيناك
قال أبو حاتم رضى الله عنه لا يجب الإلحاف عند السؤال في الحوائج لأن شدة الأجتهاد ربما كانت سببا للحرمان والمنع والطالب للفلاح كالضراب بالقداح سهم له وسهم عليه فإن أعطى وجب عليه الحمد وإن منع لزمه الرضاء بالقضاء ولا يجب أن يكون السؤال إلا في ديار القوم ومنازلهم لا في المحافل والمساجد والملأ لأن محمد بن محمود النسائي حدثنا قال حدثنا علي بن خشرم حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي عن حنيف المؤذن قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لا تسألوا الناس في مجالسهم ومساجدهم
فتفحشوهم ولكن سلوهم في منازلهم فمن أعطى أعطى ومن منع منع
قال أبو حاتم رضى عنه الذي قاله عمر بن الخطاب رحمة الله عليه ورضوانه إذا كان المسئول كريما فإنه أن سئل الحاجة في نادي قومه ولم يكن عنده قضاؤها تشور وخجل وأما إذا كان المسئول لئيما ودفع المرء الى مسألته في الحاجة تقع له فإنه إن سأله في مجلسه ومسجده كان ذلك أقضى لحاجته لأن اللئيم لا يقضي الحاجة ديانة ولا مروءة وإنما يقضيها إذا قضاها طلبا للذكر والمحمدة في الناس
على أني أستحب للعاقل أن لو دفعه الوقت الى أكل القد ومص الحصى ثم صبر عليه لكان أحرى به من أن يسأل لئيما حاجة لأن إعطاء اللئيم شين ومنعه حتف
ولقد أنشدني محمد بن عبد الله البغدادي ... إذا أعطى القليل فتى شريف ... فإن قليل ما يعطيك زين ... وإن تكن العطية من دني ... فإن كثير ما يعطيك شين ...
أنبأنا أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق حدثنا علي بن خشرم قال سمعت سعيد بن مسلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي يقول خرجت حاجا فمللت المحمل فنزلت أساير القطرات فقال أتانا أعرابي فقال لي يا فتى لمن الجمال بما عليها قلت لرجل من باهله قال يا لله أن يعطى الله باهليا كل ما أرى قال فأعجبني ازدراؤه بهم ومعي صرة فيها مائة دينار فرميت بها اليه فقال جزاك الله خيرا وافقت مني حاجة فقلت يا أعرابي أيسرك أن تكون الجمال بما عليها لك وأنت من باهلة قال لا قلت أفيسرك أن تكون من أهل الجنة وأنت باهلي قال بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني من باهله فقلت يا أعرابي الجمال بما عليها لى وأنا من باهلة قال فرمى بالصرة إلي فقلت سبحان الله ذكرت أنها وافقت منك حاجة قال ما يسرني أن القي الله ولباهلي عندى يد فحدثت بها المأمون فجعل يتعجب ويقول ويحك ياسعيد ما كان أصبرك عليه
حدثنا محمد بن الرقام بتستر حدثنا أو حاتم السجستاني حدثنا الأصمعي حدثنا هاشم بن القاسم قال سألت سالم بن قتيبة حاجة فقضاها ثم سألته أخرى فانتهرني وقال حاجتين في حاجة أو قال على الريق ثم دعا بالطعام فلما تغدى قال هات حاجتك أما سمعت قول الصبيان ... إذا تغديت وطابت نفسي ... فليس في الحق غلام مثلي ... إلا غلام قد تغدى قبلي ...
أنبأنا عمرو بن محمد حدثنا الغلابي حدثنا مهدي بن سابق عن عطاء بن مصعب قال قال أبو عمرو المنذري أتيت مسلم بن قتيبة في حاجة وكان له صديق من أهل الشام فكلمته أن يكلمه في حاجتي فجعل يقول اليوم غدا فطال علي فتراءيت له وقد كان يعرفني فدعاني فقال أبا عمرو إنك لههنا قلت نعم أطالبك بحاجة منذ كذا وكذا وسيلتى فيها فلان فضحك وقال قد كنت أراك قد احكمت الآدب لا تستعن الى من تطلب اليه حاجة بمن له عنده طعمه فإنه لا يؤثرك على طعمته ولا تستعن بكذاب فإنه يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب ولا تستعن بأحمق فإن الأحمق يجهد لك نفسه ولا يكون عنده شيء ولا يبلغ لك ما تريد فانصرفت فقلت يكفيني هذا قال لا ولكن تقضى لك حاجتك فقضاها
قال أبو حاتم رضى الله عنه لا يجب للعاقل أن يتوسل في قضاء حاجته بالعدو ولا بالأحمق ولا بالفاسق ولا بالكذاب ولا بمن له عند المسئول طعمه ولا يجب أن يجعل حاجتين في حاجة ولا أن يجمع بين سؤال وتقاض ولا يظهر شدة الحرص في اقتضاء حاجته فإن الكريم يكفيه العلم بالحاجة دون المطالبة والأقتضاء
ولقد أنشدني منصور بن محمد الكريزي ... وإذا طلبت الى كريم حاجة ... فاصبر ولا تك للمطال ملولا ... لا تظهرن شره الحريص ولا تكن ... عند الأمور إذا نهضت ثقيلا ...
وأنشدني محمد بن إسحاق الواسطي العرزمي ... وإذا طلبت الى كريم حاجة ... فحضوره يكفيك والتسليم ... فإذا رآك مسلما عرف الذي ... حملته فكأنه ملزوم ...
قال أبو حاتم رضى الله عنه العاقل لا يتسخط ما أعطى وإن كان تافها لأن من لم يكن له شيء فكل شيء يستفيده ربح ولا يجب أن يسأل الحاجة كل إنسان فرب مهروب منه أنفع من مستغاث اليه ولا يجب أن يكون السائل متشفعا لآخر لأن من لم يقدر على أن يسبح فلا يجب أن يحمل على عنقه آخر ومن سئل فليبذل لأن مال المرء نصفان له ما قدم ولوارثه ما خلف وأقرب الأشياء في الدنيا زوالا المال والولاية والتعاهد للصنيعة بالتحفظ عليها أحسن من ابتدائها ومن غرس غراسا فلا يضنن بالنفقة على تربيته فتذهب النفقة الأولى ضياعا
حدثني محمد بن أبي علي الخلادي حدثني محمد بن أبي يعقوب الربعي حدثنا عبد الكريم بن محمد الموصلي حدثنا أبي قال سمعت أبا تمام حبيب بن أوس الطائي يقول وقفت على باب مالك بن طوق الرحبي أشهرا فلم أصل اليه ولم يعلم بمكاني فلما أردت الانصراف قلت للحاجب أتأذن لي إليه أم أنصرف قال أما الآن فلا سبيل إليه قلت فإيصال رقعه قال لا ولا يمكن هذا ولكن هو خارج اليوم الى بستان له فاكتب الرقعه وارم بها في موضع أرانيه الحاجب فكتبت ... لعمري لئن حجبتني العبيد عنك ... فلم تحجب القافيه ... سأرمي بها من وراء الجدار ... شنعاء تأتيك بالداهيه تصم السميع وتعمي البصير ... ومن بعدها تسأل العافيه ...
فكتبت بها ورميت بها من المكان الذي أرانيه الحاجب فوقعت بين يديه فأخرجها فنظر فيها فقال علي بصاحب الرقعة فخرج الخادم فقال من صاحب الرقعه قلت أنا فأدخلت عليه فقال لي أنت صاحب الرقعه قلت نعم فاستنشدني فأنشدته فلما بلغت ومن بعدها تسأل العافيه قال لا بل نسأل العافية من قبلها ثم قال حاجتك فأنشأت أقول ... ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي ... ماذا أصبت من الجواد المفصل ... وإن قلت أغناني كذبت وإن أقل ... ضن الجواد بماله لم يجمل ... فأختر لنفسك ما أقول فإنني ... لا بد أخبرهم وإن لم أسأل ...
فقال إذا والله لا أختار إلا أحسنها كم أقمت ببابي قلت أربعة أشهر قال يعطى بعدد أيامه ألوفا فقبضت مائة وعشرين ألف درهم
سمعت محمد بن نصر بن نوفل بقوقل يقول سمعت أبا داود السنجي يقول كان ببغداد رجل يقال له ابن الهفت فمر يوما على سائل واقف على الجسر وهو يقول اللهم ارزق المسلمين حتى يعطوني فقال له تسأل ربك الحوالة
قال أبو حاتم رضى الله عنه الواجب على المسلمين كافة نصيحة المسلمين والقيام بالكشف عن همومهم وكربهم لأن من نفس كربة من كرب الدنيا عن مسلم نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن تحرى قضاء حاجته ولم يقض قضاؤها على يديه فكأنه لم يقصر في قضائها وأيسر ما يكون في قضاء الحوائج استحقاق الثناء والإخوان يعرفون عند الحوائج كما أن الأهل تختبر عند الفقر لأن كل الناس في الرخاء أصدقاء وشر الإخوان الخاذل لإخوانه عند الشدة والحاجة كما أن شر البلاد بلدة ليس فيها خصب ولا أمن
وأنشدني الكريزي ... خير أيام الفتى يوم نفع ... واصطناع العرف أبقى مصطنع ... ما ينال الخير بالشر ولا ... يحصد الزارع إلا مازرع ... ليس كل الدهر يوما واحدا ... ربما انحط الفتى ثم ارتفع ...
حدثنا محمد بن سليمان بن فارس حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا بشر ابن عمر حدثنا الربيع قال كان الحسن يقول قضاء حاجة أخ مسلم أحب الي من اعتكاف شهرين
وأنشدني علي بن محمد البسامي ... سابق الى الخير وبادر به ... فإن من خلفك ما تعلم ... وقدم الخير فكل امريء ... على الذي قدمه يقدم ...
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد القيسي حدثنا محمد بن موسى البصري حدثنا الأصمعي حدثنا أبو معمر شبيب بن شيبه الخطيب قال لما حضرت ابن سعيد ابن العاص الوفاة قال لبنيه يا بني ايكم يقبل وصيتي فقال ابنه الأكبر أنا قال إن فيها قضاء ديني قال وما دينك يا أبت قال ثمانون ألف دينار قال يا أبت فيم أخذتها قال يا بني في كريم سددت خلته ورجل جائني في حاجة وقد رأيت السوء في وجهه من الحياء فبدأت بحاجته قبل أن يسألها
قال أبو حاتم رضى الله عنه حقيق على من علم الثواب أن لا يمنع ما ملك من جاه أو مال إن وجد السبيل اليه قبل حلول المنيه فيبقى عن الخيرات كلها ويتأسف على ما فاته من المعروف
والعاقل يعلم أن من صحب النعمة في دار الزوال لم يخل من فقدها وأن من تمام الصنائع وأهناها إذا كان ابتداء من غير سؤال
حدثنا عمرو بن محمد حدثنا الغلابي حدثنا محمد بن عبد الرحمن المهلبي قال دخل أبو العتاهية على الرشيد فقال سل يا أبا العتاهية فقال ... إذا كان المنال ببذل وجه ... فلا قربت من ذاك المنال ...
وأنشدني عبد العزيز بن سليمان ... يبقى الثناء وتنفذ الأموال ... ولكل دهر دولة ورجال ... ما نال محمدة الرجال وشكرهم ... إلا الصبور عليهم المفضال ...
حدثني محمد بن عبدل بن المهدي الشعراني حدثنا محمد بن يزيد الطرسوسي حدثنا ابن عائشة قال قال أبي جاء رجل الى يحيى بن طلحة بن عبيد الله فقال له هب لي شيئا قال يا غلام أعطه ما معك فأعطاه عشرين ألفا فأخذها ليحملها فثقلت عليه فقعد يبكي فقال ما يبكيك لعلك استقللتها فازيدك قال لا والله ما استقللتها ولكن بكيت على ما تأكل الأرض من كرمك فقال له يحيى هذا الذي قلت لنا أكثر مما أعطيناك
قال أبو حاتم رضى الله عنه لا يجب الإلحاف عند السؤال في الحوائج لأن شدة الأجتهاد ربما كانت سببا للحرمان والمنع والطالب للفلاح كالضراب بالقداح سهم له وسهم عليه فإن أعطى وجب عليه الحمد وإن منع لزمه الرضاء بالقضاء ولا يجب أن يكون السؤال إلا في ديار القوم ومنازلهم لا في المحافل والمساجد والملأ لأن محمد بن محمود النسائي حدثنا قال حدثنا علي بن خشرم حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي عن حنيف المؤذن قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لا تسألوا الناس في مجالسهم ومساجدهم
فتفحشوهم ولكن سلوهم في منازلهم فمن أعطى أعطى ومن منع منع
قال أبو حاتم رضى عنه الذي قاله عمر بن الخطاب رحمة الله عليه ورضوانه إذا كان المسئول كريما فإنه أن سئل الحاجة في نادي قومه ولم يكن عنده قضاؤها تشور وخجل وأما إذا كان المسئول لئيما ودفع المرء الى مسألته في الحاجة تقع له فإنه إن سأله في مجلسه ومسجده كان ذلك أقضى لحاجته لأن اللئيم لا يقضي الحاجة ديانة ولا مروءة وإنما يقضيها إذا قضاها طلبا للذكر والمحمدة في الناس
على أني أستحب للعاقل أن لو دفعه الوقت الى أكل القد ومص الحصى ثم صبر عليه لكان أحرى به من أن يسأل لئيما حاجة لأن إعطاء اللئيم شين ومنعه حتف
ولقد أنشدني محمد بن عبد الله البغدادي ... إذا أعطى القليل فتى شريف ... فإن قليل ما يعطيك زين ... وإن تكن العطية من دني ... فإن كثير ما يعطيك شين ...
أنبأنا أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق حدثنا علي بن خشرم قال سمعت سعيد بن مسلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي يقول خرجت حاجا فمللت المحمل فنزلت أساير القطرات فقال أتانا أعرابي فقال لي يا فتى لمن الجمال بما عليها قلت لرجل من باهله قال يا لله أن يعطى الله باهليا كل ما أرى قال فأعجبني ازدراؤه بهم ومعي صرة فيها مائة دينار فرميت بها اليه فقال جزاك الله خيرا وافقت مني حاجة فقلت يا أعرابي أيسرك أن تكون الجمال بما عليها لك وأنت من باهلة قال لا قلت أفيسرك أن تكون من أهل الجنة وأنت باهلي قال بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني من باهله فقلت يا أعرابي الجمال بما عليها لى وأنا من باهلة قال فرمى بالصرة إلي فقلت سبحان الله ذكرت أنها وافقت منك حاجة قال ما يسرني أن القي الله ولباهلي عندى يد فحدثت بها المأمون فجعل يتعجب ويقول ويحك ياسعيد ما كان أصبرك عليه
حدثنا محمد بن الرقام بتستر حدثنا أو حاتم السجستاني حدثنا الأصمعي حدثنا هاشم بن القاسم قال سألت سالم بن قتيبة حاجة فقضاها ثم سألته أخرى فانتهرني وقال حاجتين في حاجة أو قال على الريق ثم دعا بالطعام فلما تغدى قال هات حاجتك أما سمعت قول الصبيان ... إذا تغديت وطابت نفسي ... فليس في الحق غلام مثلي ... إلا غلام قد تغدى قبلي ...
أنبأنا عمرو بن محمد حدثنا الغلابي حدثنا مهدي بن سابق عن عطاء بن مصعب قال قال أبو عمرو المنذري أتيت مسلم بن قتيبة في حاجة وكان له صديق من أهل الشام فكلمته أن يكلمه في حاجتي فجعل يقول اليوم غدا فطال علي فتراءيت له وقد كان يعرفني فدعاني فقال أبا عمرو إنك لههنا قلت نعم أطالبك بحاجة منذ كذا وكذا وسيلتى فيها فلان فضحك وقال قد كنت أراك قد احكمت الآدب لا تستعن الى من تطلب اليه حاجة بمن له عنده طعمه فإنه لا يؤثرك على طعمته ولا تستعن بكذاب فإنه يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب ولا تستعن بأحمق فإن الأحمق يجهد لك نفسه ولا يكون عنده شيء ولا يبلغ لك ما تريد فانصرفت فقلت يكفيني هذا قال لا ولكن تقضى لك حاجتك فقضاها
قال أبو حاتم رضى الله عنه لا يجب للعاقل أن يتوسل في قضاء حاجته بالعدو ولا بالأحمق ولا بالفاسق ولا بالكذاب ولا بمن له عند المسئول طعمه ولا يجب أن يجعل حاجتين في حاجة ولا أن يجمع بين سؤال وتقاض ولا يظهر شدة الحرص في اقتضاء حاجته فإن الكريم يكفيه العلم بالحاجة دون المطالبة والأقتضاء
ولقد أنشدني منصور بن محمد الكريزي ... وإذا طلبت الى كريم حاجة ... فاصبر ولا تك للمطال ملولا ... لا تظهرن شره الحريص ولا تكن ... عند الأمور إذا نهضت ثقيلا ...
وأنشدني محمد بن إسحاق الواسطي العرزمي ... وإذا طلبت الى كريم حاجة ... فحضوره يكفيك والتسليم ... فإذا رآك مسلما عرف الذي ... حملته فكأنه ملزوم ...
قال أبو حاتم رضى الله عنه العاقل لا يتسخط ما أعطى وإن كان تافها لأن من لم يكن له شيء فكل شيء يستفيده ربح ولا يجب أن يسأل الحاجة كل إنسان فرب مهروب منه أنفع من مستغاث اليه ولا يجب أن يكون السائل متشفعا لآخر لأن من لم يقدر على أن يسبح فلا يجب أن يحمل على عنقه آخر ومن سئل فليبذل لأن مال المرء نصفان له ما قدم ولوارثه ما خلف وأقرب الأشياء في الدنيا زوالا المال والولاية والتعاهد للصنيعة بالتحفظ عليها أحسن من ابتدائها ومن غرس غراسا فلا يضنن بالنفقة على تربيته فتذهب النفقة الأولى ضياعا
حدثني محمد بن أبي علي الخلادي حدثني محمد بن أبي يعقوب الربعي حدثنا عبد الكريم بن محمد الموصلي حدثنا أبي قال سمعت أبا تمام حبيب بن أوس الطائي يقول وقفت على باب مالك بن طوق الرحبي أشهرا فلم أصل اليه ولم يعلم بمكاني فلما أردت الانصراف قلت للحاجب أتأذن لي إليه أم أنصرف قال أما الآن فلا سبيل إليه قلت فإيصال رقعه قال لا ولا يمكن هذا ولكن هو خارج اليوم الى بستان له فاكتب الرقعه وارم بها في موضع أرانيه الحاجب فكتبت ... لعمري لئن حجبتني العبيد عنك ... فلم تحجب القافيه ... سأرمي بها من وراء الجدار ... شنعاء تأتيك بالداهيه تصم السميع وتعمي البصير ... ومن بعدها تسأل العافيه ...
فكتبت بها ورميت بها من المكان الذي أرانيه الحاجب فوقعت بين يديه فأخرجها فنظر فيها فقال علي بصاحب الرقعة فخرج الخادم فقال من صاحب الرقعه قلت أنا فأدخلت عليه فقال لي أنت صاحب الرقعه قلت نعم فاستنشدني فأنشدته فلما بلغت ومن بعدها تسأل العافيه قال لا بل نسأل العافية من قبلها ثم قال حاجتك فأنشأت أقول ... ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي ... ماذا أصبت من الجواد المفصل ... وإن قلت أغناني كذبت وإن أقل ... ضن الجواد بماله لم يجمل ... فأختر لنفسك ما أقول فإنني ... لا بد أخبرهم وإن لم أسأل ...
فقال إذا والله لا أختار إلا أحسنها كم أقمت ببابي قلت أربعة أشهر قال يعطى بعدد أيامه ألوفا فقبضت مائة وعشرين ألف درهم
سمعت محمد بن نصر بن نوفل بقوقل يقول سمعت أبا داود السنجي يقول كان ببغداد رجل يقال له ابن الهفت فمر يوما على سائل واقف على الجسر وهو يقول اللهم ارزق المسلمين حتى يعطوني فقال له تسأل ربك الحوالة