بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعـد :
ـــ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كلمتان خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان, حبيبتان إلى الرحمن:
سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم" [متفق عليه] .
ـــ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من
قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد
البحر" [متفق عليه] .
أولا: معنى التسبيح:
كلمة "سبحان" أصلها اللغوي مأخوذ من "السَّبْح": وهو البُعد: يقول ابن فارس: "العرب تقول: سبحان مِن كذا، أي ما أبعدَه .
فتسبيح الله عز وجل معناه: إبعاد القلوب والأفكار عن أن تظن به سبحانه
نقصا، أو تنسب إليه شرا، وتنزيهه عن كل عيب نسبه إليه المشركون والملحدون .
وبهذا المعنى جاء السياق القرآني، قال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ
وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا
خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا
يَصِفُونَ) [المؤمنون/91] . أي تنزه الله تعالى عما يصفه به المشركون .
وقال تعالى: (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ
عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ . سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا
يَصِفُونَ) [الصافات/158-159] .
ــ روى الطبراني في كتابه "الدعاء" آثاراً في "تفسير التسبيح" [ص/498-500) ،
منها عن ابن عباس رضي الله عنهما: "سبحان الله" تنزيه الله عز وجل عن كل
سوء.
ـــ وقال شيخ الإسلام رحمه الله: "والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل
عيب وسوء، وإثبات صفات الكمال له، فإن التسبيح يقتضي التنزيه، والتعظيم،
والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها، فيقتضي ذلك تنزيهه،
وتحميده، وتكبيره، وتوحيده" [مجموع الفتاوى16/125] .
ثانيا: معنى "وبحمده":
أما كلمة: "وبحمده" فمعناها: الجمع بين التسبيح والحمد، إما على وجه الحال، أو على وجه العطف .
ـــ والتقدير على وجه الحال: أسبح الله تعالى حال كوني حامدا إياه .
ـــ والتقدير على وجه العطف: أسبح الله تعالى وأحمده .
قال الحافظ ـ رحمه الله تعالى ـ : "قوله: وبحمده، قيل: الواو للحال،
والتقدير: أسبح الله متلبسا بحمدي إياه [أي: محافظا ومستمسكا] من أجل
توفيقه.
وقيل: عاطفة، والتقدير: أسبح الله وأتلبس بحمده ... ويحتمل أن تكون الباء
متعلقة بمحذوف متقدم، والتقدير: وأثني عليه بحمده، فيكون سبحان الله جملة
مستقلة، وبحمده جملة أخرى" [فتح الباري13/541]، و [النهاية في غريب
الحديث1/457] .
فسبحان الله وبحمده، وتبارك اسمه، وتعالى جده، ولا إله غيره. وصلى الله
وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد
لله رب العالمين.
تحياتي
منقول للفائدة