السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
بصراحه الموضوع جدا اعجبني وحبيت انقله لكم ,, وابغا رايكم فيه ,, كانت الحصة الدراسية على وشك الانتهاء، بينما كنت أجمع أوراق العمل والشرح اقتربت مني طالبة صغيرة من طالبات الصف الأول الابتدائي وقالت: هنا يؤلمني وأشارت بيدها الصغيرة إلى منطقة في أسفل بطنها، فأخذتها معي إلى غرفة الصحة المدرسية حين لاحظت اصفرار وجهها، طلبت منها أن تشير مرة أخرى للألم لكي تعاينه الممرضة، ولكنها خافت وبدأت تبكي وقالت: لا شيء يؤلمني،وركضت مسرعة من الغرفة.
أثارت فضولي وشعرت كتربوية وكأم بأن هناك شيئا غير عادي، تبعتها ووجدتها تبكي في إحدى زوايا المدرسة، حين رأتني زادت في البكاء، اقتربت منها وهدأت من روعها واحتضنتها، وحين هدأت قالت بألم، "يا أبله هنا يؤلمني كتير لا تقولي لماما" وأشارت إلى نفس المكان، أخذتها هذه المرة وأجلستها في أحد الصفوف الخالية وقلت لها: نحن أصدقاء، وطمأنتها وسألتها إن كانت أمها موجودة في المنزل فقالت: أرجوك يا أبله لا تخبري أمي بعدين بابا يضربني ويعضني بأسنانه، فسألتها مستغربة وهل بابا يعضك دائما فهزت رأسها بالإيجاب وأزاحت مريولها لتريني آثار كدمة على كتفها.
ذهلت من كلامها وسألتها ولماذا يعضك؟ فقالت: حين أرتكب خطأ كان يعضني وإذا بكيت يقول لي بأنه سيذبحني إذا أخبرت أمي. صعقتني إجابتها وبدأت أشعر بخطورة استفساراتي، وهل دائما يعضك؟ قالت لا أحيانا يقبلني ثم فجأة يعضني ويقول لي لأنني أغضبته، وقامت ورفعت ملابسها لتكشف لي عن أسوأ شيء رأيته في حياتي، كانت هناك آثار في بطنها ورجليها التي هي أشبه برجلي طفل رضيع وليس أنثى، وأثناء تفحصي لها بعيني رأيت آثار دماء قديمة في ملابسها الداخلية فلم أتمالك نفسي وبدأت أرتجف من شدة الصدمة والخوف وفهمت معنى الألم الذي كانت تشتكي منه، قالت بكل براءة: هل ستقولين لماما؟ قلت لها: لا اطمئني سأعطيك دواء يذهب الألم في الحال، واضطررت أن أعطيها مسكنا للألم، جلست معها قليلا ثم قالت: "راح الألم يا أبله، سأذهب الآن لألعب مع البنات في الفسحة، وذهبت، فلم أتمالك نفسي وانهرت باكية.
باختصار شديد، طلبت المديرة من المعلمة التكتم على الموضوع وعدم التدخل في أمور لا تعنيها، لاحتمال أن تدخل المدرسة والمعلمة في سين وجيم في غنى عنه.
منذ زمن الجاهلية وعلى مر العصور حين تتعرض أي دولة للحرب، كان يؤسر بعض رجالهم وتذبح وتسبى وتغتصب نساؤهم وأطفالهم وتحرق ماشيتهم وزرعهم، كل شيء كان يدمر هذه هي الحرب، تخلف ودمار وفساد، ويصبح كل شيء متوقعا، ولكن ما ليس متوقعا أن تتعرض مجموعة من زهور وبنات هذا الوطن للاغتصاب من قبل آبائهم وإخوانهم وبعض محارمهم، تحت أعين المجتمع، أمام القانون وأمام الفقهاء الذين اجتمعوا يوما لفك أزمة الرجل في مجتمعنا وأفتوا وحللوا المسيار وخلافه، وتركوا الفتيات تغتصب دون أن يجتمعوا للإفتاء أو حتى إيجاد حل عاجل!
ما ذا كان ردة فعل المجمع الفقهي الإسلامي حين كانت تغتصب تلك الطفلة المسكينة يوميا على يد والدها؟
ما هو جزاء الأب الذي يهتك شرف ابنته ويربيها على ذلك من سن الطفولة التي لا تعي فيها إلى سن الإدراك التي توصلها للانتحار؟
ماذا كان دور الدولة، والشرطة، والمستشفى، وحقوق الإنسان،في حماية بناتنا من جرائم الفئة الشاذة من المحارم.
حين كانت تغتصب بنت التسع سنوات من قبل أخيها وذلك بعلم والدتها،لم تفعل الأم شيئا لأنها لا تصلح أما من الأساس.
وحين بلغت الفتاة الحادية عشرة نقلت للمستشفى للعلاج بسبب نزيف داخلي مصاحب لتهتك في أنسجة الرحم الصغير الذي لم ولن ينضج يوما لكي يحمل طفلا، والسبب اغتصاب متكرر، وكان ذلك الجسد الصغير يستغل أسوأ استغلال في وسط أسرة عادية،
ولكن الابن المراهق أبا ال17 عاما كان يغتصب أخته، وحين سألتها المشرفة الاجتماعية التي يوفرها المستشفى أحيانا لماذا لم تشتك لأمك، كان ردها، أمي تعرف وضربتني وأمرتني بأن أسمع كلام أخي وهددتني إن فتحت فمي بأنها ستقول لوالدي إنني المسؤولة عن ذلك، الذي دائما يضربني إذا ما رفضت طلبا لأخي، الذي كان يهددني بوالدي إذا رفضت يوما الانصياع لطلباته، وكان يضربني كثيرا لدرجة أتمنى أن أموت فيها يوما ولا أستيقظ أبدا!
كان رد الأم مريضا ويثير الاشمئزاز: الولد صغير مسكين ما يقدر يتزوج الآن، وين يروح يعني يروح بالحرام؟.
لا، يغتصب أخته لكي تحل أزمته، هذا هو الوجه الآخر لإرهاب المجتمع الذي تحدثت عنه!
ماذا فعل المستشفى؟ لا شيء، ستر على الحادثة "الله يستر عليهم" فقط. ماذا فعلت المشرفة الاجتماعية؟ لا شيء.
ماذا فعلت الأجهزة المسؤولة عن حماية المواطن؟ لا شيء. وحقوق الإنسان لا شيء. عالجوا الفتاة، وسلموها لأهلها دون عقاب أو حماية، لكي تعود من جديد تغتصب للمرة الألف تحت مرأى من أمها، والمستشفى، والدولة، وحقوق الإنسان.
هذا هو الوجه الآخر الذي تعاني منه المرأة في مجتمعنا ولكنه تدرج من الوأد إلى الاغتصاب والضرب والذبح، وتدخل فتياتنا في مرحلة جديدة من الشعور بالذنب الذي يقودهن إلى الانتحار في النهاية لإنهاء حياتهن التي لا معنى لها، ونتساءل عن السبب!
في الوقت الذي يهدر بتناحر بعض المسؤولين والمثقفين في البلد على صفحات الصحف وفي أجهزة الإعلام حول موضوع كشف وجه المرأة، وقيادة السيارة، وإلى كتابة هذه السطور كانت تغتصب على الأقل فتاة يوميا على يد الفئة الشاذة من المحارم بصمت قاتل.
كنت وما زلت أطمح أن أسمع فتوى أو نصا قانونيا يحمي الفتاة من ضرب أبيها أو أخيها ولم أسمع ولم أقرأ سوى فتاوى عن زواج المسيار ووجه المرأة!
كنت ومازلت أتمنى أن أرى نظاما يحمي الفتاة في مجتمعنا من اغتصاب المحارم والتحرش الجنسي، ولكن لم أجد ولم أسمع سوى مهاترات عن وجهها وعملها و... و...
لماذ غضب البعض لاغتصاب أطفال بعض الدول التي هي أصلا تحت الاحتلال من قبل اليهود وأعداء الأمة الإسلامية ولم يحركوا ساكنا لاغتصاب بنات بلدهم على أيدي بعض محارمهم من المسلمين؟
لماذا لم تهب تلك الجيوش والألسنة كما هبت في حكاية عمل الفتيات في الأسواق؟ لماذا لا يعاقب الأب الذي لا يؤتمن على بنته ويفعل هذه الأفعال الشنيعة الخارجة عن الطبيعة الأبوية؟ لماذا دائما يدخل أمثال ذلك الأب الذي كان يغتصب ابنته في مكان رخيص للعزاب في المدينة المنورة، تحت حماية "المرض النفسي" أو الإدمان، كل خطأ أصبح مرضا نفسيا والفتاة هي السبب. هل كان من المفترض أن تقتل هذه الفتاة الصغيرة من باب سد الذرائع أيضا لكيلا تفتن والدها المريض النفسي الشاذ؟
لماذا لا يوجد قانون يسقط وصاية وولاية أمثال هؤلاء ؟
لماذا لا نتعلم في المدرسة أشياء مفيدة لحياتنا مثل كيف تحمي الفتاة نفسها من تلك الممارسات الشاذة حين تتعرض لها بدلا من تعليمها نصاب الإبل الذي ليس له صلة بالواقع الذي تعيشه في الحياة الفعلية؟!
لماذا لم تدرس الفتاة أين تذهب وما هي الجهات التي تتصل بها لحمايتها في حالات التحرش أو الاغتصاب بدلا من أن نعلمها الجدول الدوري والفلزات التي لا أذكر أنني احتجت إليها في حياتي العملية بعد التخرج.
.. تحياتي لك