تبصرة المسلمين في تخرصات الكبيسي أرذل المنافقين
بقلم ابن الاسلام الدكتور محمد الدليمي
بسم الله الرحمن الرحيم
(يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على مافعلتم نادمين)، الحجرات اية 6. صدق الله العظيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين، وبعد: فقد سمعنا وراينا من على احدى الفضائيات الخليجية لقاء مع المدعو احمد الكبيسي، وقد اتسم هذا اللقاء بالكذب والافتراء والنفاق والتجاوز على عقيدة ومشاعر عموم ابناء الامة الاسلامية وخلط الاوراق لتزوير تاريخها، من خلال قيام هذا الدعي الفاسق الفاجر بالتجاوز على بعض صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)بالسب والقذف والتشهير والاتهام الباطل بل والى حد اتهام البعض منهم زورا وبهتانا بالردة بعد اسلامهم، ولان الله تعالى يريد ان يفضح ويخزي هذا الاحمق الاخرق، فقد نسي هذاالخبيث الذي يسميه البعض جهلا منهم بحقيقته ب(الداعية الاسلامي)، نسي انه بذلك يحكم على نفسه بالكفر والفسوق بنص حديث رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، حيث ورد في حديث صحيح رواه جماعة عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قالمن قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما)، وقوله (صلى الله عليه وسلم)سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).
ولغرض تبصرة المسلمين بحقيقة ذلك المنافق المتعلقة بعقيدته الفاسدةوكذبه وتدليسه، والمساهمة بما يوفقنا به الله تعالى في الرد على تخرصاتهوافتراءاته سأتناول وبإيجاز شديد الموضوع من خلال المحاور التالية:
1. المحور الاول (تبصرة المسلمين بحقيقة ذلك المنافق وعقيدته الفاسدةوكذبه وتدليسه):
قال تعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ) - (القصص اية 41).
أ. في السبعينات من القرن المنصرم كان هذا المنافق ومن خلال محاضرات وخطب مسجلة، يسب الشيعة ويصفهم بالروافض ولم تكن مثل هذه الألفاظ الطائفية معروفة في العراق، وفي الثمانينات والتسعينات نزع ذلك الثوب وتبدل وتحول بعد ان قبض الثمنوبدا هذا الصعلوك بالتجاوز والتطاول على سيدنا معاوية بن ابي سفيان (رضي الله عنه)في اكثر من مناسبة وفي اكثر من مدينة في محافظة الانبار (لا يتسع المجال لذكر التفاصيل)، وقد تصدى له العديد من ابناء المحافظة ومنهم علماء معروفون وطردوه خارج المحافظة، وليس بمستغرب ان يعود اليوم لنفث سمومه وبث عقيدته الفاسدة بعد ان قبض الثمن مجددا من اسياده الصفويين الروافض، ومعلوم عن هذا الخبيث انه لا يقاوم اغراءات المادة رغم انه علىحافة قبره الذي نعتقد انه سيكون حفرة من حفر جهنم.
ب. لديه خطب ومحاضرات مسجلة ينكر فيها عذاب القبر ونعيمه رغم اخبار الصادق المصدوق بذلك في احاديث صحيحة، كما ان هذا المجنون الارعن ينكر هبوط سيدنا ادم الى الارض كما ورد بنصوص القران الكريم، حيث يقول ان الجنة ليست في الاخرة او بعد الموت، وانما هي بستان من بساتين الدنيا ؟ والحق تعالى ذكر الجنة وصفتها ونعيمها في آيات كثيرة.
ج. بعد احتلال بلدنا عام2003نتيجة تآمر دولي واقليمي ومحلي معروف دبره وخطط له اسياده، انبرى ليكون قائدا سياسيا من قادة الاحتلال فأسس ما يسمى (الحركة الوطنية الموحدة) وفتح مقرا لها في مدينة الفلوجة شارع الاربعين وعاونه في ذلك عدد قليل من الحاقدين من امثال(.... الالوسي و.... الالوسي و... الهيتاوي، وغيرهم)، وقد تم تهديدهم بوجوب غلق المقر فاغلق وافتتح مقر جديد بدلا عنه في بغداد(حي الجامعة)، وقد اجتمع المذكورونفي ذلك المقر وحسب توجيه ذلك الخبيث ونيابة عنه بممثلين عن المرجعيات الشيعية في النجف وطهران وبالتحديد (ممثل عن السيستاني وممثل عن علي خامنئي)، للاتفاق على اصدار فتاوى بتعطيل الجهاد وعدم مشروعيته ووجوب اعطاء الامريكان المحتلين فرصة، وفعلا صدرت مثل هذه الفتاوى الضالة عن السيستاني بعد ان قبض مائتي مليون دولار باعتراف المحتلين الامريكان والانكليز، ويبدو انه اعطى فتات منها الى هذا الكذاب المنافق حيث قال بعد ذلك علنا وجهارا في خطبة في جامع الامام الاعظم في مدينة الاعظمية في بغداد:
(لنعطي الامريكان ستة اشهر والجهاد غير واجب لانهم اكثر منا)؟، وهذا الكلام باطل تماما لأننا في العراق وبعد احتلال بلدنا من قبل اسياده الامريكان والصهاينة والصفويين في حالةجهاد (الدفع او الدفاع) وفي هذه الحالة فان الجهاد يكون (فرض عين) علينا(وعلى البلدان المجاورة ان لم تتحقق الكفاية لمواجهة العدو)، وراي جمهور العلماء على انه في جهاد الدفع وجوب دفع العدو بما امكن (اي بكل وسيلة ممكنة) وبدون اية شروط حيث ان المرأة تخرج بدون اذن زوجها والابن دون اذن والديه والخادم دون اذن سيده، هذا من ناحية ومن الناحية الاخرى فاذا كان عدد المحتلين بحدود مائة وخمسين الفا فان عدد العراقيين بحدود ثلاثين مليونا ناهيك عن البلدان الاسلامية المجاورة.
د. اما كلامه السخيف والبذيء والمنحطعندما يتكلم على الهواء عن امور جنسية يخجل ان يتكلم بها حتى المنحلون والمنحرفون والساقطون؟فهو مشهور ومنشور على الانترنت، وكذلك كلامه عن(اباحة انواع من الزنا واباحة المتعة ليرضي اسياده، وعن وعن) واني والله لأخجل من الخوض في التفاصيل.
هـ. ان هذا الخبيث لا يمت الى العلم الشرعي والعلماء بصلة ولم يتخلق بخلق الاسلام الذي هو الحياء ومستعد دوما ان يبيع دينه بدنيا غيره، فشعاره هو (خدمة السياسة تسبق خدمة الدين وحياة الدنيا أهم من الآخرة)، لان الدين عنده بضاعة للتكسب ومعدن مطاوع يشكله حسب اهوائه ليرضي اسياده الذين وظفوه منذ عشرات السنين لهدم الدين وشق صف الامة، حتى لو تعارض مع النصوص الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة، وخلاصة القول بحق هذا المنافق يوجز بعبارة واحدة (متكسب بلباس الدين)، وينطبق عليه قول الحق تعالىأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) - البقرة16، وقوله تعالىأُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) - البقرة175.
2.المحور الثاني (فضائل الصحابة):
فضائل الصحابة الكرام رضوان تعالى عليهم اجمعين اشهر من ان تنكر او تجحد او تطمس اللهم الا من قبل كافر او منافق او زنديق ختم الله على قلبه وسمعه وبصره، قال تعالى: (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ) -(البقرة اية 7).
ومع ذلك سنعرج قليلا على تعريف الصحابي ونتشرف ونتبارك بذكر جزء يسير من فضائل الصحابة الكرام رضوان تعالى عليهم اجمعينوكما وردت في الكتاب والسنة وكما ذكرها ودون لها السلف الصالح، (لأننا لا نستطيع ان نستوعبها في هذا المجال او نعطيها حقها).
أ. مفهوم الصحابي
اولا. في الاصطلاح اللغوي
قال محمد بن إسماعيل البخاري: حدثني محمد بن عبيد الله المالكي، انه قرأ على القاضي أبى بكر محمد بن الطيب قاللا خلاف بين أهل اللغة في ان القول صحابي مشتق من الصحبة، وانه ليس بمشتق من قدر منها مخصوص بل هو جار على كل من صحب غيره قليلا كان أو كثيرا، وكذلك جميع الأسماء المشتقة من الأفعال وكذلك يقال صحبت فلانا حولا ودهرا وسنة وشهرا ويوما وساعة فيوقع اسم المصاحبة بقليل ما يقع منها وكثيره، وذلك يوجب في حكم اللغة اجراء هذا على من صحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)ولو ساعة من نهار).
وقال غيره من اهل العلم بنفس المعنىصَحِبَهُ يَصْحَبُهُ صُحْبَةً بالضم، وصَحابة بالفتح. وجمع الصاحِب: صَحْبٌ وصُحْبَةٌ، وصِحابٌ، وصُحْبانٌ. والأصحابُ: جمع صحب. والصحابة بالفتح: الأصحاب، وهي في الأصل مصدرٌ. وجمع الأصحابِ أصاحيبُ) - الجوهري في "الصحاح في اللغة و"القاموس المحيط" للفيروز آبادي، و"مختار الصحاح" للرازي، و "لسان العرب" لابن منظور.
ثانيا.في الاصطلاح الشرعي
اختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة، وفي مستحق اسم الصحبة، وسأنقل المفهومين التاليين اللذين هما خلاصة لما ورد عن السلف الصالحوجمهور العلماء:
(1)قال الامام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: أصح ما وقفت عليه في ذلك: (إن الصحابي من لقي رسول الإسلام مؤمنا به، ومات على الإسلام).
فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومن قصرت ومن روى عنه ومن لم يرو عنه، ومن غزا معه ومن لم يغز معه، ومن رآه رؤية ولو من بعيد ومن لم يره لعارض كالعمى مثل عبدالله ابن ام مكتوم.
(2) وقال الآمدي اثباتا عن الشافعية وعن الامام احمد وهو رأي جمهور اهل العلم وجمهور المحدثينالصحابي هو من رأى النبي وان لم يختص به اختصاص المصحوب ولا روى عنه ولا طالت مدة صحبته له (صلى الله عليه وسلم)).
وعلى هذا فسيدنا معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه من اجلاء الصحابة لأنه رأى النبي وامن به وقاتل معه وكتب له الوحي وصاهره ومات (صلى الله عليه وسلم) وهو راض عنه، رغم انف هذا المنافق وانف اسياده.
ب. جانب من فضائل الصحابة
تضافرت أدلة الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة على أن الصحابة رضى الله عنهم هم خير القرون على الإطلاق، لما لهم عند الله من المنزلة العالية والمكانة السامية فقد مدحهم ربهم وزكاهم من فوق سبع سموات ومدح من اتبع سبيلهم وسار على هديهم، وذم من خالفهم، وكل ذلك يؤكد وجوب محبتهموالاقتداء بهم والذود عنهم رضوان الله عليهم اجمعين.
أولا.فضائل الصحابة في القرآن الكريم:
جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تبين فضل صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وعلو شأنهم، ورفعة مكانتهم، ورضوان الله تبارك وتعالى عليهم ومنها:
قال تعالىمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) - (الفتح اية 29)
قال مالك رحمه الله: من أصبح وفى قلبه غيظ على أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم)فقد أصابته الآية.
وقال ابن الجوزى رحمه الله: وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور.
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)-(الحشر اية9و 10)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللهوهذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار، وعلى الذين جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم ويسألون الله أن لايجعل في قلوبهم غلاً لهم، ففي الآيات الثناء على الصحابة وعلى أهل السنة الذين يتولونهم).
وقال تعالىوَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) - (الحديد اية 10).
وقد استدل الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى بقوله تعالى: (وكلا وعد الله الحسنى) أن جميع الصحابة بدون استثناء من أهل الجنة مقطوع لهم بذلك.
-الفصل فى الملل والنحل: 4 / 148.