محمد البادع
--------------------------------------------------------------------------------
خدعوك فقالوا: إنه الكنجارو، ولم يكن الأمر سوى “حمى البداية”، حيث لم يلعب المنتخب الأسترالي إلا خمس دقائق فقط تخيلنا معها أنه سوف يصيب الماكينات بالعطل مثلما يفعل دائماً مع “مساكين آسيا”، وما هي إلا خمس دقائق حتى كشر الوحش الألماني عن أنيابه وأكل الأخضر واليابس، ليضرب الكنجارو الأسترالي بالأربعة، وكان قادراً على زيادة الغلة.
الضيف الثقيل الذي حل علينا في القارة الآسيوية في مارس 2005، والذي لم يلق أي ترحيب من مختلف منتخباتنا على أساس أن الكنجارو يضمن تذكرة مونديالية من الرباعية الآسيوية، كان أمس الأول ضيفاً خفيفاً وحملاً وديعاً أمام المنتخب الألماني.
ولا أعرف لماذا لم أتعاطف معه على الرغم من أنه ممثل لقارتنا الآسيوية، بل كنت أستمتع بكل هدف يدخل مرماه وكأنني في تلك اللحظة كنت أشفي غليلي، مما كان يفعله الكنجارو مع مختلف منتخباتنا في التصفيات، وأيضاً من قرار بن همام بضم أستراليا إلى حظيرتنا الآسيوية.
بعد الخسارة الثقيلة التي تعرض لها ممثلنا.. فكرت في لحظة وتأملت ماذا لو كان أحد منتخباتنا يلعب أمام الماكينات، ولم أنتظر كثيراً حتى أجد الإجابة فسرعان ما عادت بي الذاكرة إلى مونديال 2002 حين كسب الألمان المنتخب السعودي الشقيق بالثمانية، وحصل مهاجمه كلوزه على لقب هداف البطولة من هذه المباراة.
أمس الأول.. كان التساؤل مرعباً، وهو دلالة على واقعنا الكروي الذي نمثل جزءاً في منظومته: هل هذه هي أستراليا التي نخشاها، وندعو الله حتى لا نقع معها في أية مجموعة وفي أية فئة سنية؟، وهل هذه هي أستراليا صاحبة الكعب العالي في القارة الصفراء “أسد علينا وفي كأس العالم نعامة” يتقبل مرماها أربعة أهداف وتقف الماكينات عن قصفها بالمزيد؟
يبدو أن المشكلة فينا نحن أكثر من الأستراليين.. نحن من يحكي لأولاده حكاية “الغول”، ويصدقها معهم، فيرتعب من أي طرق على الباب، وحينما ننفض من عقولنا كل الأحكام المسبقة، ونتجرد مما ساقوه لنا على أنه بديهيات بإمكاننا أن نفعل الكثير، وسبق لمنتخبنا للشباب أن عبر الأستراليين بجدارة في كأس آسيا، دون خوف وبأداء رائع.
في المقابل، وبعد ما قدمته فرق المونديال، بدا المنتخب الألماني هو الأقوى حتى هذه اللحظة.. نجوم ولا أروع وأداء مميز ، وسرعة وتناغم بين الجميع، كانوا فعلاً “ماكينات” تأكل الأخضر واليابس.. لم يضِرهم غياب القائد بالاك ولا أدري هل كان من مصلحتهم أم لا، فقد بدوا فريقاً متكاملاً في كل شيء، وعلى الرغم من خروجهم من دوائر الترشيحات، إلا أنهم عازمون على شيء، وبإمكانهم أن يفعلوه، وعلى الأقل سيكونون رقماً صعباً وحجراً كبيراً في مسيرة أي منتخب يواجهونه.
كلمة أخيرة
بعد أن شاهدت مباراة الألمان مع المنتخب الأسترالي الذي يرعب آسيا.. تساءلت: أين نحن؟
"نقلا عن صحيفة الإتحاد الإماراتية"
--------------------------------------------------------------------------------
خدعوك فقالوا: إنه الكنجارو، ولم يكن الأمر سوى “حمى البداية”، حيث لم يلعب المنتخب الأسترالي إلا خمس دقائق فقط تخيلنا معها أنه سوف يصيب الماكينات بالعطل مثلما يفعل دائماً مع “مساكين آسيا”، وما هي إلا خمس دقائق حتى كشر الوحش الألماني عن أنيابه وأكل الأخضر واليابس، ليضرب الكنجارو الأسترالي بالأربعة، وكان قادراً على زيادة الغلة.
الضيف الثقيل الذي حل علينا في القارة الآسيوية في مارس 2005، والذي لم يلق أي ترحيب من مختلف منتخباتنا على أساس أن الكنجارو يضمن تذكرة مونديالية من الرباعية الآسيوية، كان أمس الأول ضيفاً خفيفاً وحملاً وديعاً أمام المنتخب الألماني.
ولا أعرف لماذا لم أتعاطف معه على الرغم من أنه ممثل لقارتنا الآسيوية، بل كنت أستمتع بكل هدف يدخل مرماه وكأنني في تلك اللحظة كنت أشفي غليلي، مما كان يفعله الكنجارو مع مختلف منتخباتنا في التصفيات، وأيضاً من قرار بن همام بضم أستراليا إلى حظيرتنا الآسيوية.
بعد الخسارة الثقيلة التي تعرض لها ممثلنا.. فكرت في لحظة وتأملت ماذا لو كان أحد منتخباتنا يلعب أمام الماكينات، ولم أنتظر كثيراً حتى أجد الإجابة فسرعان ما عادت بي الذاكرة إلى مونديال 2002 حين كسب الألمان المنتخب السعودي الشقيق بالثمانية، وحصل مهاجمه كلوزه على لقب هداف البطولة من هذه المباراة.
أمس الأول.. كان التساؤل مرعباً، وهو دلالة على واقعنا الكروي الذي نمثل جزءاً في منظومته: هل هذه هي أستراليا التي نخشاها، وندعو الله حتى لا نقع معها في أية مجموعة وفي أية فئة سنية؟، وهل هذه هي أستراليا صاحبة الكعب العالي في القارة الصفراء “أسد علينا وفي كأس العالم نعامة” يتقبل مرماها أربعة أهداف وتقف الماكينات عن قصفها بالمزيد؟
يبدو أن المشكلة فينا نحن أكثر من الأستراليين.. نحن من يحكي لأولاده حكاية “الغول”، ويصدقها معهم، فيرتعب من أي طرق على الباب، وحينما ننفض من عقولنا كل الأحكام المسبقة، ونتجرد مما ساقوه لنا على أنه بديهيات بإمكاننا أن نفعل الكثير، وسبق لمنتخبنا للشباب أن عبر الأستراليين بجدارة في كأس آسيا، دون خوف وبأداء رائع.
في المقابل، وبعد ما قدمته فرق المونديال، بدا المنتخب الألماني هو الأقوى حتى هذه اللحظة.. نجوم ولا أروع وأداء مميز ، وسرعة وتناغم بين الجميع، كانوا فعلاً “ماكينات” تأكل الأخضر واليابس.. لم يضِرهم غياب القائد بالاك ولا أدري هل كان من مصلحتهم أم لا، فقد بدوا فريقاً متكاملاً في كل شيء، وعلى الرغم من خروجهم من دوائر الترشيحات، إلا أنهم عازمون على شيء، وبإمكانهم أن يفعلوه، وعلى الأقل سيكونون رقماً صعباً وحجراً كبيراً في مسيرة أي منتخب يواجهونه.
كلمة أخيرة
بعد أن شاهدت مباراة الألمان مع المنتخب الأسترالي الذي يرعب آسيا.. تساءلت: أين نحن؟
"نقلا عن صحيفة الإتحاد الإماراتية"