الرئيسية
بقلم: عز الدين الكلاوي
--------------------------------------------------------------------------------
أغلق المونديال صفحة الدور التمهيدي .. ووصلت المنافسات إلي ذروة التحدي مع دخول دور ال16 بداية من اليوم ، فلم يعد هناك أي فرصة للتعادلات والحلول الوسط والحصول علي نقطة ، والمباريات ينبغي أن تحسم ، سواء في الوقت الاصلي او الاضافي أوبركلات الترجيح ، والفريق الذي يكتفي بالتكتل وإفساد اللعب ، سيدفع الثمن غاليا ، أما إذا كان يدافع تكتيكياً ، بغرض خطف هدف مفاجيء ، فقد ينجح في استراتيجيته ، او في استفزاز منافسه ، لإخراج أسلحته الثقيلة وبالتالي تقديم الامتع .. ولهذا فأعتقد ان مشاهدي المونديال الذي تحملوا بعض المستويات الهابطة والمباريات المملة في الدور الاول ، سيبدأون من اليوم مرحلة الاستمتاع بالمونديال ، بمباريات أكثر سرعة وقوة وحماساً وإثارة .. وأتمني أن يتحقق ذلك ، لان كل يوم سيكون هناك فائز ومتأهل لمرحلة أهم وأقوي ، وسيكون هناك خاسر ومودع وراحل إلي دياره يبكي علي حاله ، بداية من اليوم سيكون البقاء للاقوي وليس للاكثر مللا وتكتلا وقتلا لحلاوة اللعب وفرحة المشاهدة ومتعة الجماهير.
الماتادور استعاد هدوءه:
** وقبل أن أدخل بكم إلي عالم دور ال16 ، فإن النظرة الاخيرة علي مباريات الامس وبالذات في المجموعة الثامنة ، تثبت أن المنتخب الاسباني استعاد إلي حد كبير استقراره ورباطة جأشه عقب الهزيمة المفاجئة امام سويسرا في بداية مبارياته ، وتمكن الاسبان من الفوز أمس علي منتخب شيلي 2/صفر ، لسببين : الاول أن لاعبي الماتادور ، استعادوا معظمهم مستواهم الكبير، لانهم استردوا الثقة بأنفسهم و آمنوا بقدرتهم علي خوض التحدي وانتزاع الفوز ، ولم يصبهم التسرع والارتباك ، والسبب الآخر ان بييلسا الارجنتيني مدرب شيلي وهو خبير تكتيكي كبير ، زاد من جرعة الشحن المعنوي والتكتيكي لفريقه عندما أمرهم بالضغط المبكر علي لاعبي اسبانيا في نصف ملعبهم ، فأنقلب الامر نوعا ما ، فلعب لاعبو الفريق بعصبية واندفاع أثرا بالسلب عليهم ، فتورطوا في الخشونة و تعرض أحدهم للطرد ، ووقعوا في أخطاء منها الهدف الاول عندما جري الحارس الشيلي خارج منطقة جزاءه ليساند قلب دفاعه في سباقه علي الكرة مع المهاجم توريس ، فأبعد الكرة بطريقة خاطئة ، وكأنه يهيئها إلي ديفيد فيا المهاجم الاسباني الماكر ، الذي لاحظ المرمي الخالي ، فسدد بسرعة ليسجل هدفاً رائعاً . وفي المحصلة فاز الاسبان وكاد الشيليون أصحاب الدم الحار جدا ، كما أعرفهم ، يغادرون المونديال كما توقعت ، ولكن منتخب "الشيكولاتة" السويسري ، الذي كان صلباً امام اسبانيا وتغلب عليها وهز كيانها وهدد بإقصائها ، كان "بيسكويتاً " ناعماً امام وحوش هندوراس ولم يستطع الاقتراب من مرماهم ، بل وأفلت من الهزيمة امامهم وانتهت مباراتهما بالتعادل السلبي ، وبذلك أهدي السويسريون بطاقة التأهل إلي الشيليون الذي يستحقونها رغم هزيمتهم امام الاسبان .. ليصعد الاسبان لمواجهة جيرانهم البرتغال في ديربي شبه الجزيرة الايبيرية ، وليجد الشيليون أنفسهم وجهاً لوجه مع فريق السامبا البرازيلي الذي يعتبر واحداً من أقوي وأصعب فرق المونديال إن لم يكن أقواها قاطبة .. وإذا كان الشيليون قد خسروا أمام البرازيل مرتين في تصفيات امريكا الجنوبية صفر/3 و2/4 ، فإنهم يطمحون لما هو أفضل من ذلك في جنوب افريقيا ، وإن كنت أشك في ذلك !
تفوق الاوروجواي في شريط الافتتاح:
** ولاشك أن طبيعة مرحلة خروج المغلوب التي بدأت اليوم مع دور ال16 ، كان لها تأثير كبير في تغيير انماط اللعب لدي المنتخبات ، وأتصور ان فريقي كوريا الجنوبية واوروجواي اللذان سيقصان شريط هذا الدور تفهما ذلك جيداً ، وبالنسبة للفريق الكوري فقد تميز بالجرأة و الاندفاع ، وقد هزم اليونان في الدور الاول بهدفين ، وخسر امام الارجنتين 1/4 عندما تهور باللعب المفتوح امام فريق يمتلك أسلحة هجومية شرسة ، وتعادل في النهاية مع نيجيريا في مباراة متوازنة ، والمؤشر التاريخي للقاءات الفريقين في صالح الاوروجواي بأربع انتصارات وتعادل واحد في المواجهات الخمس في تاريخ الفريقين ، لكن فعالية ونضج وتكامل اداء الاوروجواي في المجموعة الاولي أكدت حضورها ، حيث تعادل المنتخب خلالها مع فرنسا 1/1 ثم اكتسح جنوب افريقيا 3/صفرثم تغلب علي منتخب المكسيك القوي 1/صفر ، مما يؤكد قوة دفاع الفريق الذي شارك في لقب أقوي دفاع في الدور الاول مع منتخب البرتغال ، و لم يدخل مرماه أي هدف ، بالاضافة الي امتلاك الفريق هجوما ناريا بقيادة فورلان وسواريز ومن خخلفهم خط وسط يتمتع بالحيوية ولهذا رشحت الفريق للفوز وايقاف مغامرة الكوريين .. المباراة اتسمت بالسرعة والقوة والاثارة ، واستطاع ثنائي فورلان وسواريز استغلال الدقائق الاولي في خطف الهدف الاول في البداية ، وظل الفريق الكوري يسيطر ويسرف في الجهد حتي ادرك هدف التعادل في الدقيقة 68 ،وكان من الطبيعي ان يشعر الكوريون ببعض الاسترخاء ، لتعمل ماكينة الهجوم الاوروجواياني مرة أخري ، وليكرر سواريز تحركاته الخطرة وتسديداته ،ومن إحداها يسجل هدفا رائعا يكون بمثابة الضربة القاضية لطموحات الكوريين ، ولينقل الاوروجواي إلي دور الثمانية كاول فريق في المونديال ، وهو انجاز لم تحققه كرة الاوروجواي منذ عام 1970 .
اما مباراة غانا وامريكا ، التي أرسلت هذا المقال قبل بدايتها ، فهي مباراة للمتعة لانها تضم فريقين يلعبان بنسق سريع وروح قتالية عالية طوال الوقت ويتسمان بشجاعة وروح جسورة ، ولكن يبدو لي ان الامريكان لديهم خبرة أكبر وقدرة علي التنويع التكتيكي ، التي مكنتهم من العبور لدور ال16 والعودة في المباريات عندما يتفوق عليهم المنافسون ، فقد تقدم عليهم الانجليز ثم ادركوا التعادل ، وسجل السوفينين هدفين في مرماهم ، ثم حققوا التعادل ، وصبروا امام الاداء الشجاع لمنتخب الجزائر حتي نهاية الوقت الاصلي ثم انتزعوا هدف الفوز ، ويحتاج المنتخب الغاني الذي سيجد مساندة كبيرة من جماهير الفوفوزيلا الي الصبر وعدم الاندفاع ، لكي يكرر سابق فوزه علي امريكا في مونديال المانيا 2006 .. واعتقد انه بمقدار حيوية ونشاط نجم الوسط المهاجم اندريه ايوا- ابن صديقي العزيز النجم التاريخي للكرة الغانية عبيدي بيليه - ، وزميله رأس الحربة جيان اسمواه في الجانب الغاني ، وبقدر انتعاش وتألق دونوفان وديمبسي في الفريق الامريكي ، ستتحدد فرص نجاح كل فريق .. ورغم تعاطفي مع غانا ، فقراءتي الفنية تنحاز قليلا لمنتخب امريكا واعتقد اننا سنحظي بمباراة كبيرة .
--------------------------------------------------------------------------------
أغلق المونديال صفحة الدور التمهيدي .. ووصلت المنافسات إلي ذروة التحدي مع دخول دور ال16 بداية من اليوم ، فلم يعد هناك أي فرصة للتعادلات والحلول الوسط والحصول علي نقطة ، والمباريات ينبغي أن تحسم ، سواء في الوقت الاصلي او الاضافي أوبركلات الترجيح ، والفريق الذي يكتفي بالتكتل وإفساد اللعب ، سيدفع الثمن غاليا ، أما إذا كان يدافع تكتيكياً ، بغرض خطف هدف مفاجيء ، فقد ينجح في استراتيجيته ، او في استفزاز منافسه ، لإخراج أسلحته الثقيلة وبالتالي تقديم الامتع .. ولهذا فأعتقد ان مشاهدي المونديال الذي تحملوا بعض المستويات الهابطة والمباريات المملة في الدور الاول ، سيبدأون من اليوم مرحلة الاستمتاع بالمونديال ، بمباريات أكثر سرعة وقوة وحماساً وإثارة .. وأتمني أن يتحقق ذلك ، لان كل يوم سيكون هناك فائز ومتأهل لمرحلة أهم وأقوي ، وسيكون هناك خاسر ومودع وراحل إلي دياره يبكي علي حاله ، بداية من اليوم سيكون البقاء للاقوي وليس للاكثر مللا وتكتلا وقتلا لحلاوة اللعب وفرحة المشاهدة ومتعة الجماهير.
الماتادور استعاد هدوءه:
** وقبل أن أدخل بكم إلي عالم دور ال16 ، فإن النظرة الاخيرة علي مباريات الامس وبالذات في المجموعة الثامنة ، تثبت أن المنتخب الاسباني استعاد إلي حد كبير استقراره ورباطة جأشه عقب الهزيمة المفاجئة امام سويسرا في بداية مبارياته ، وتمكن الاسبان من الفوز أمس علي منتخب شيلي 2/صفر ، لسببين : الاول أن لاعبي الماتادور ، استعادوا معظمهم مستواهم الكبير، لانهم استردوا الثقة بأنفسهم و آمنوا بقدرتهم علي خوض التحدي وانتزاع الفوز ، ولم يصبهم التسرع والارتباك ، والسبب الآخر ان بييلسا الارجنتيني مدرب شيلي وهو خبير تكتيكي كبير ، زاد من جرعة الشحن المعنوي والتكتيكي لفريقه عندما أمرهم بالضغط المبكر علي لاعبي اسبانيا في نصف ملعبهم ، فأنقلب الامر نوعا ما ، فلعب لاعبو الفريق بعصبية واندفاع أثرا بالسلب عليهم ، فتورطوا في الخشونة و تعرض أحدهم للطرد ، ووقعوا في أخطاء منها الهدف الاول عندما جري الحارس الشيلي خارج منطقة جزاءه ليساند قلب دفاعه في سباقه علي الكرة مع المهاجم توريس ، فأبعد الكرة بطريقة خاطئة ، وكأنه يهيئها إلي ديفيد فيا المهاجم الاسباني الماكر ، الذي لاحظ المرمي الخالي ، فسدد بسرعة ليسجل هدفاً رائعاً . وفي المحصلة فاز الاسبان وكاد الشيليون أصحاب الدم الحار جدا ، كما أعرفهم ، يغادرون المونديال كما توقعت ، ولكن منتخب "الشيكولاتة" السويسري ، الذي كان صلباً امام اسبانيا وتغلب عليها وهز كيانها وهدد بإقصائها ، كان "بيسكويتاً " ناعماً امام وحوش هندوراس ولم يستطع الاقتراب من مرماهم ، بل وأفلت من الهزيمة امامهم وانتهت مباراتهما بالتعادل السلبي ، وبذلك أهدي السويسريون بطاقة التأهل إلي الشيليون الذي يستحقونها رغم هزيمتهم امام الاسبان .. ليصعد الاسبان لمواجهة جيرانهم البرتغال في ديربي شبه الجزيرة الايبيرية ، وليجد الشيليون أنفسهم وجهاً لوجه مع فريق السامبا البرازيلي الذي يعتبر واحداً من أقوي وأصعب فرق المونديال إن لم يكن أقواها قاطبة .. وإذا كان الشيليون قد خسروا أمام البرازيل مرتين في تصفيات امريكا الجنوبية صفر/3 و2/4 ، فإنهم يطمحون لما هو أفضل من ذلك في جنوب افريقيا ، وإن كنت أشك في ذلك !
تفوق الاوروجواي في شريط الافتتاح:
** ولاشك أن طبيعة مرحلة خروج المغلوب التي بدأت اليوم مع دور ال16 ، كان لها تأثير كبير في تغيير انماط اللعب لدي المنتخبات ، وأتصور ان فريقي كوريا الجنوبية واوروجواي اللذان سيقصان شريط هذا الدور تفهما ذلك جيداً ، وبالنسبة للفريق الكوري فقد تميز بالجرأة و الاندفاع ، وقد هزم اليونان في الدور الاول بهدفين ، وخسر امام الارجنتين 1/4 عندما تهور باللعب المفتوح امام فريق يمتلك أسلحة هجومية شرسة ، وتعادل في النهاية مع نيجيريا في مباراة متوازنة ، والمؤشر التاريخي للقاءات الفريقين في صالح الاوروجواي بأربع انتصارات وتعادل واحد في المواجهات الخمس في تاريخ الفريقين ، لكن فعالية ونضج وتكامل اداء الاوروجواي في المجموعة الاولي أكدت حضورها ، حيث تعادل المنتخب خلالها مع فرنسا 1/1 ثم اكتسح جنوب افريقيا 3/صفرثم تغلب علي منتخب المكسيك القوي 1/صفر ، مما يؤكد قوة دفاع الفريق الذي شارك في لقب أقوي دفاع في الدور الاول مع منتخب البرتغال ، و لم يدخل مرماه أي هدف ، بالاضافة الي امتلاك الفريق هجوما ناريا بقيادة فورلان وسواريز ومن خخلفهم خط وسط يتمتع بالحيوية ولهذا رشحت الفريق للفوز وايقاف مغامرة الكوريين .. المباراة اتسمت بالسرعة والقوة والاثارة ، واستطاع ثنائي فورلان وسواريز استغلال الدقائق الاولي في خطف الهدف الاول في البداية ، وظل الفريق الكوري يسيطر ويسرف في الجهد حتي ادرك هدف التعادل في الدقيقة 68 ،وكان من الطبيعي ان يشعر الكوريون ببعض الاسترخاء ، لتعمل ماكينة الهجوم الاوروجواياني مرة أخري ، وليكرر سواريز تحركاته الخطرة وتسديداته ،ومن إحداها يسجل هدفا رائعا يكون بمثابة الضربة القاضية لطموحات الكوريين ، ولينقل الاوروجواي إلي دور الثمانية كاول فريق في المونديال ، وهو انجاز لم تحققه كرة الاوروجواي منذ عام 1970 .
اما مباراة غانا وامريكا ، التي أرسلت هذا المقال قبل بدايتها ، فهي مباراة للمتعة لانها تضم فريقين يلعبان بنسق سريع وروح قتالية عالية طوال الوقت ويتسمان بشجاعة وروح جسورة ، ولكن يبدو لي ان الامريكان لديهم خبرة أكبر وقدرة علي التنويع التكتيكي ، التي مكنتهم من العبور لدور ال16 والعودة في المباريات عندما يتفوق عليهم المنافسون ، فقد تقدم عليهم الانجليز ثم ادركوا التعادل ، وسجل السوفينين هدفين في مرماهم ، ثم حققوا التعادل ، وصبروا امام الاداء الشجاع لمنتخب الجزائر حتي نهاية الوقت الاصلي ثم انتزعوا هدف الفوز ، ويحتاج المنتخب الغاني الذي سيجد مساندة كبيرة من جماهير الفوفوزيلا الي الصبر وعدم الاندفاع ، لكي يكرر سابق فوزه علي امريكا في مونديال المانيا 2006 .. واعتقد انه بمقدار حيوية ونشاط نجم الوسط المهاجم اندريه ايوا- ابن صديقي العزيز النجم التاريخي للكرة الغانية عبيدي بيليه - ، وزميله رأس الحربة جيان اسمواه في الجانب الغاني ، وبقدر انتعاش وتألق دونوفان وديمبسي في الفريق الامريكي ، ستتحدد فرص نجاح كل فريق .. ورغم تعاطفي مع غانا ، فقراءتي الفنية تنحاز قليلا لمنتخب امريكا واعتقد اننا سنحظي بمباراة كبيرة .
