فقدان نسيج العظام يحدث تدريجياً
هشاشة العظام أهم المشاكل الصحية للسيدات في منتصف العمر
د. سعد الدين قناوي استشاري
امراض النساء/ مركز د سمير عباس
قال الله تعالي: «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد». إن معجزة خلق الإنسان هي اكبر معجزات الخالق سبحانه وتعالى، ومن هذه المعجزات هي العظام. إن العظام هي نسيج في حركة نمو دائمة وليست صخوراً صماء وهناك توافق كبير بين بناء أنسجة جديدة داخل العظام وبين صخور الأنسجة القديمة.
وما يحدث مع تقدم العمر هو بعض الاختلال وتوقف في عملية بناء نسيج العظام يؤدي إلى أن تفقد العظام 20% من صلابتها تدريجياً وتصبح العظام وخاصة عظام العمود الفقري والفخذين غير قادرة على تحمل وزن الجسم ويؤدي إلى انحناء العمود الفقري والآلام الشديدة بالظهر.
إن هشاشة العظام من أهم المشاكل الصحية التي تواجه السيدات في منتصف العمر وذلك نتيجة لنقص هرمون الاستروجين بسبب قصور في عمل المبايض أو توقف عملها نهائياً وكذلك تظهر هشاشة العظام في الرجال بعد سن 55 سنة أيضاً بصور متفاوتة.
80 في المائة اسبابها وراثية
ومن الملاحظ للذكر أن هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى هذا المرض حيث يعتبر المرض وراثياً بنسبة 60ـ80% وينتشر في بعض العائلات دون غيرها وكذلك في بعض المناطق الجغرافية أكثر من غيرها مثل شرق أسيا وشبه الجزيرة العربية، كذلك يعتبر التقدم في العمر وتناول علاجات طويلة المدى من بعض الأدوية مثل الكورتيزون ومضادات التشنج وأمراض مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية وكذلك أمراض الكلى والكبد المزمنة.
ولقد ثبت بالدراسات أن ممارسة بعض العادات غير السليمة مثل التدخين والإسراف في تناول المشروبات الغازية وعدم ممارسة الرياضة بانتظام وعدم التعرض لأشعة الشمس من العوامل المساعدة لحدوث هشاشة العظام وتتساءل الكثير من السيدات غالباً عن أعراض المشكلة حيث لا تشكو المريضة عادة من أي أعراض في المرحلة الأولى وذلك لأن فقدان نسيج العظام يحدث تدريجياً وقد لا يتم تشخيص الحالة إلا عند حدوث كسور بالعظام وعند ذلك يكون المرض قد تمكن من العظام ويصعب إعادتها لحالتها الطبيعية.
ومن الأعراض المهمة أيضاً قصر القامة وآلام العظام وآلام أسفل الظهر والرقبة والتثاقل في المشي.
إن دور الطبيب المعالج يكمن أولاً في تشخيص الحالة وبالذات عندما تكون الأعراض التي تشتكي منها السيدة مبهمة وغامضة وأول مراحل التشخيص هي التاريخ المرضي من حيث السن والتاريخ العائلي ونوعية الحياة وخاصة في اللائي يؤدين وظائف مكتبية بدون ممارسة الحركة أو رياضة بسيطة مثل المشي أو كذلك طبيعة الأغذية وخاصة التي تحتوي على فيتامين «د» والكالسيوم، من المهم أيضاً معرفة تاريخ الدورة الشهرية ووجود أي اختلال أو عدم انتظام بها وكذلك تاريخ استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيزون.
ويأتي بعد ذلك بعض تحاليل الدم والبول لقياس مستوى الكالسيوم وبعض المواد التي تدخل في بناء العظام وأيضاً عمل أشعة مقطعية لقياس كثافة وترسب الكالسيوم بالعمود الفقري ومن أحدث وسائل التشخيص هي الأشعة التشخيصية لقياس كثافة العظام وهو جهاز للموجات فوق الصوتية يقوم بدراسة كثافة العظام عن طريق عظم الكاحل.
الوقاية اولا
إن الوقاية خير من العلاج! هذه هي القاعدة الذهبية في علاج هشاشة العظام وتنقسم الوقاية إلى عدة مراحل أولها التعرض لأشعة الشمس يومياً لمدة 10 دقائق وبالذات قبل الحادية عشرة ظهراً أو بعد الرابعة عصراً حيث يمتص الجسم الأشعة فوق البنفسجية التي تساعد على تحويل فيتامين «د» إلى صورة نشطة تساعد على امتصاص الكالسيوم.
يلي ذلك دور التغذية السليمة في الوقاية ومن هذه الأغذية المفيدة للوقاية وأيضاً للعلاج الحبوب مثل القمح الكامل والأرز والشوفان وأيضاً الحليب والزبادي والأجبان والأوراق الخضراء مثل الخس والبقدونس والبروكلي والسبانخ والعسل الأسود والفواكه مثل التفاح والمشمش والعنب والبرقوق وأخيراً التمر العلاج السحري الذي يحتوي على كمية كبيرة من المعادن والفيتامينات وتمثل الأسماك أيضاً مصدراً مهماً من مصادر الكالسيوم في الغذاء.
وقد ظهر في الآونة الأخيرة اهتمام بالوقاية والعلاج من هشاشة العظام باستخدام بعض الأعشاب وممارسة الرياضات الروحية التأمل واليوجا التي تساعد على إخراج الطاقة السلبية والسيطرة على الألم والاسترخاء. كذلك فإن ممارسة الرياضة تبطئ من الخسارة العظمية وتساعد على الحفاظ على قوة العضلات ومرونة ولياقة الجسم.
ويتركز هدف العلاج في منع استمرارية تآكل نسيج العظام والوقاية من حدوث كسور بالعظام ومازال العلاج الأساسي يكمن في استخدام هرمون الأستروجين الذي يؤدي إلى وقف تأكل العظام وفوائده الأخرى من تحسين مشاكل النوم والأرق الذي يصاحب هذه الفترة العمرية. كذلك استعمال الأدوية مثل الكالسيوم وبعض الأدوية المساعدة في وقف تآكل العظام ويجب استعمال هذه الأدوية تحت إشراف طبي متخصص والمتابعة المستمرة بالأشعات والتحاليل خاصة مع استخدام الهرمونات البديلة كالأستروجين.
تذكري دائماً يا سيدتي أن الغذاء الصحي السليم وممارسة الرياضة والابتعاد عن الممارسات الغذائية الخاطئة هي أول مراحل الوقاية والعلاج
هشاشة العظام أهم المشاكل الصحية للسيدات في منتصف العمر
د. سعد الدين قناوي استشاري
امراض النساء/ مركز د سمير عباس
قال الله تعالي: «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد». إن معجزة خلق الإنسان هي اكبر معجزات الخالق سبحانه وتعالى، ومن هذه المعجزات هي العظام. إن العظام هي نسيج في حركة نمو دائمة وليست صخوراً صماء وهناك توافق كبير بين بناء أنسجة جديدة داخل العظام وبين صخور الأنسجة القديمة.
وما يحدث مع تقدم العمر هو بعض الاختلال وتوقف في عملية بناء نسيج العظام يؤدي إلى أن تفقد العظام 20% من صلابتها تدريجياً وتصبح العظام وخاصة عظام العمود الفقري والفخذين غير قادرة على تحمل وزن الجسم ويؤدي إلى انحناء العمود الفقري والآلام الشديدة بالظهر.
إن هشاشة العظام من أهم المشاكل الصحية التي تواجه السيدات في منتصف العمر وذلك نتيجة لنقص هرمون الاستروجين بسبب قصور في عمل المبايض أو توقف عملها نهائياً وكذلك تظهر هشاشة العظام في الرجال بعد سن 55 سنة أيضاً بصور متفاوتة.
80 في المائة اسبابها وراثية
ومن الملاحظ للذكر أن هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى هذا المرض حيث يعتبر المرض وراثياً بنسبة 60ـ80% وينتشر في بعض العائلات دون غيرها وكذلك في بعض المناطق الجغرافية أكثر من غيرها مثل شرق أسيا وشبه الجزيرة العربية، كذلك يعتبر التقدم في العمر وتناول علاجات طويلة المدى من بعض الأدوية مثل الكورتيزون ومضادات التشنج وأمراض مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية وكذلك أمراض الكلى والكبد المزمنة.
ولقد ثبت بالدراسات أن ممارسة بعض العادات غير السليمة مثل التدخين والإسراف في تناول المشروبات الغازية وعدم ممارسة الرياضة بانتظام وعدم التعرض لأشعة الشمس من العوامل المساعدة لحدوث هشاشة العظام وتتساءل الكثير من السيدات غالباً عن أعراض المشكلة حيث لا تشكو المريضة عادة من أي أعراض في المرحلة الأولى وذلك لأن فقدان نسيج العظام يحدث تدريجياً وقد لا يتم تشخيص الحالة إلا عند حدوث كسور بالعظام وعند ذلك يكون المرض قد تمكن من العظام ويصعب إعادتها لحالتها الطبيعية.
ومن الأعراض المهمة أيضاً قصر القامة وآلام العظام وآلام أسفل الظهر والرقبة والتثاقل في المشي.
إن دور الطبيب المعالج يكمن أولاً في تشخيص الحالة وبالذات عندما تكون الأعراض التي تشتكي منها السيدة مبهمة وغامضة وأول مراحل التشخيص هي التاريخ المرضي من حيث السن والتاريخ العائلي ونوعية الحياة وخاصة في اللائي يؤدين وظائف مكتبية بدون ممارسة الحركة أو رياضة بسيطة مثل المشي أو كذلك طبيعة الأغذية وخاصة التي تحتوي على فيتامين «د» والكالسيوم، من المهم أيضاً معرفة تاريخ الدورة الشهرية ووجود أي اختلال أو عدم انتظام بها وكذلك تاريخ استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيزون.
ويأتي بعد ذلك بعض تحاليل الدم والبول لقياس مستوى الكالسيوم وبعض المواد التي تدخل في بناء العظام وأيضاً عمل أشعة مقطعية لقياس كثافة وترسب الكالسيوم بالعمود الفقري ومن أحدث وسائل التشخيص هي الأشعة التشخيصية لقياس كثافة العظام وهو جهاز للموجات فوق الصوتية يقوم بدراسة كثافة العظام عن طريق عظم الكاحل.
الوقاية اولا
إن الوقاية خير من العلاج! هذه هي القاعدة الذهبية في علاج هشاشة العظام وتنقسم الوقاية إلى عدة مراحل أولها التعرض لأشعة الشمس يومياً لمدة 10 دقائق وبالذات قبل الحادية عشرة ظهراً أو بعد الرابعة عصراً حيث يمتص الجسم الأشعة فوق البنفسجية التي تساعد على تحويل فيتامين «د» إلى صورة نشطة تساعد على امتصاص الكالسيوم.
يلي ذلك دور التغذية السليمة في الوقاية ومن هذه الأغذية المفيدة للوقاية وأيضاً للعلاج الحبوب مثل القمح الكامل والأرز والشوفان وأيضاً الحليب والزبادي والأجبان والأوراق الخضراء مثل الخس والبقدونس والبروكلي والسبانخ والعسل الأسود والفواكه مثل التفاح والمشمش والعنب والبرقوق وأخيراً التمر العلاج السحري الذي يحتوي على كمية كبيرة من المعادن والفيتامينات وتمثل الأسماك أيضاً مصدراً مهماً من مصادر الكالسيوم في الغذاء.
وقد ظهر في الآونة الأخيرة اهتمام بالوقاية والعلاج من هشاشة العظام باستخدام بعض الأعشاب وممارسة الرياضات الروحية التأمل واليوجا التي تساعد على إخراج الطاقة السلبية والسيطرة على الألم والاسترخاء. كذلك فإن ممارسة الرياضة تبطئ من الخسارة العظمية وتساعد على الحفاظ على قوة العضلات ومرونة ولياقة الجسم.
ويتركز هدف العلاج في منع استمرارية تآكل نسيج العظام والوقاية من حدوث كسور بالعظام ومازال العلاج الأساسي يكمن في استخدام هرمون الأستروجين الذي يؤدي إلى وقف تأكل العظام وفوائده الأخرى من تحسين مشاكل النوم والأرق الذي يصاحب هذه الفترة العمرية. كذلك استعمال الأدوية مثل الكالسيوم وبعض الأدوية المساعدة في وقف تآكل العظام ويجب استعمال هذه الأدوية تحت إشراف طبي متخصص والمتابعة المستمرة بالأشعات والتحاليل خاصة مع استخدام الهرمونات البديلة كالأستروجين.
تذكري دائماً يا سيدتي أن الغذاء الصحي السليم وممارسة الرياضة والابتعاد عن الممارسات الغذائية الخاطئة هي أول مراحل الوقاية والعلاج